حديث الصباح
أشرف عمر
الطريق إلى الجنة
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله ُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ :
*{ وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مُقسط متصدق موفق ، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قُربى ومسلم ، وعفيف مُتعفف ذو عيال }.*
رَوَاهُ مسلم.
*شرح الحديث:*
قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأهلُ الجنَّةِ» أي: إنَّ مِن صِفاتِ أهلِ الجنَّةِ، مَن كانت فيه إحدى تلكَ الخِصالِ الثَّلاثِ:
فالأوَّلُ: ذو سُلطانٍ، ويَشمَلُ كلَّ مَن وَلِي أمرًا مِن أُمورِ المسْلِمين، مُقسِطٌ في رَعيَّتِه، فيُقيمُ فيها العدْلَ والحقَّ، مُتصدِّقٌ، أي: يَبذُلُ فيهم المالَ والعطاءَ، ولا يَكتنِزُ مِن أموالِهِم شيئًا، «مُوفَّقٌ» قدْ هُيِّئَت له أسبابُ الخيرِ، وفُتحَ له أبوابُ البِرِّ.
والثَّاني: رجلٌ رَحيمٌ، أي: كثيرُ الرَّحمةِ والإحسانِ على الصَّغيرِ والكبيرِ رقيقُ القلبِ ليِّنٌ عند التَّذكُّرِ والموعظةِ، فهو ذو رأفةٍ ورَحمةٍ لأقاربهِ ولأهلِ الإسلامِ، فيَبذُلُ في جَميعِهم الخيرَ والعطاءَ وقَضاءَ الحوائجِ بما قدَّرَه اللهُ عزَّ وجلَّ عليه.
والثَّالثُ: عَفيفٌ، أي: مُتَّصِفٌ بالعفَّةِ، مُجتَنِبٌ عمَّا لا يَحلُّ، مُتعفِّفٌ، عَنِ السُّؤالِ، مُتوكِّلٌ على الملِكِ المتعالِ في أمْرِه، والعفيفُ مَن كانت العِفَّةُ سَجيَّةً وطَبيعةً له، والمتعفِّفُ مَن يُكلِّفُ نفْسَه بالعفَّةِ ويَكتسِبُها بعْدَ أنْ لم تكُنْ، وهو ذُو عِيالٍ، أي: له مِن الأولادِ ونحوِهم ممَّا يَحتاجُون الإنفاقَ عليهم، إلَّا أنَّه لا يَحمِلُه حاجةُ العيالِ ولا خَوفُ رزقِهم على ترْكِ التَّوكُّلِ على اللهِ عزَّ وجلَّ، فلا يَسأَلُ النَّاسَ ما في أيْدِيهم، بلْ يَبذُلُ نفْسَه في كَسبِ قوتِ يومهِ.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.
حديث الصباح