ادب وثقافة

حكاية صورة ))***         حكاية العواصف ….

جريدة موطني

***(( حكاية صورة ))***

        حكاية العواصف ….

وليد حسين عمر

 

ذكر إبن خلدون فى مقدمته الشهيرة عن العواصف الترابية “إن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل .. أى من الشتاء إلى الصيف .. تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم فيرسل الله الغبار .. فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها .. وتتراوح حجم حبة الرمل بحسب الحشرة فبعضها صغير يدخل عيونها وبعضها يدخل أنوفها وبعضها في جوفها وبعضها في أذانها وتميتها .. وأيضا تلفظ الأرض الأمراض بعد الرطوبة خلال فصل الشتاء .. فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار”.

يعنى هذا أن هذه العواصف الترابية تكون في كل الأحوال غضبًا من الله، فبعضها له فوائد، كما أنها نافعة كذلك فى تلقيح النباتات والأزهار، وهو ما يعود بالخير على الناس، وقد كان رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله يدعو إذا اشتدت الريح فيقول: “اللهُمَّ لاقِحًا لا عقيمًا”، وذكر ذلك فى الحديث الذى رواه الإمام البخارى فى كتابه “الأدب المفرد” عن سلمة رضى الله عنه

فالعواصف قد تكون خيرًا وقد تكون شرًا، لذا نهى النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن سب الريح فى الحديث الذى رواه “أبو داود” في سننه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “الريح من روح الله تعالى، تأتى بالرحمة، وتأتى بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، واسألوا الله من خيرها، وإستعيذوا بالله من شرها”.

وروى الإمام مسلم فى صحيحه عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قالَ: اللهُمَّ إنى أسأَلُكَ خَيرَها، وخَيرَ ما فيها، وخيرَ ما أُرسلَت بهِ، وأعُوذُ بكَ من شرِّها، وشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسلَت بهِ، قالت: وإذا تَخَيَّلَتِ السماءُ تغيَّرَ لَونُه، وخَرَجَ ودَخَلَ، وأقبلَ وأَدْبَرَ، فإذا أمطَرَتْ، سُرِّى عنهُ، فَعَرَفْتُ ذلكَ فى وَجْهِهِ، قالت عائشةُ: فسألتُهُ، فقالَ: لعلَّهُ يا عائشةُ كما قالَ قومُ عادٍ: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.. سورة الأحقاف 

ليس ذلك فحسب، بل روى الإمام أبو داوود في صحيحه وحسّنه الإمام ابن حجر أن النبى – صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا هبت الرياح المحملة بالأتربة يتعوذ بسورتى الفلق والناس: فعن عُقبةَ بنِ عامرٍ رضي الله عنه قالَ: “بيْنَما أنا أسيرُ معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بينَ الجُحْفَةِ والأبواءِ إذ غَشِيَتْنا رِيحٌ وظُلْمَةٌ شديدَةٌ، فجَعَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بـ ﴿أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾.. [الفلق: 1]، و﴿أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.. [الناس: 1]، ويقُولُ: يا عُقبةُ تَعَوَّذ بهِمَا، فمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بمثلِهِما. قالَ: وسَمِعتُه يؤُمُّنا بهما فى الصلاةِ.

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وإحفظ اللهم مصر وشعبها وإجعلها كما تستحق أمة عظمى بين الأمم 

حكاية صورة ))***         حكاية العواصف …. حكاية صورة ))***          حكاية العواصف ....

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار