خالد يا ابن الوليد
بقلم الكاتب/ محمد خفاجي
يتقزم التاريخ عند ذكر الفاتحين
تارة تراه يُشيد و تارة يردد نعي و تأبين
و إجمالاً ذكراهم جلل معلومٌ لكل العالمين
كم من ضِياعٍ أضاعها بعض أهلوها
بعضها بالجَبر و بعضها بالحِبر كتبوها
و ختاماً بكان الناقصة ما انفكوا يذكروها
لكَم مُحيَت من خرائطنا قِفار و بلاد
لنا فيها خَطب و لها علينا عتب الوداد
حزن و بؤس و انهزامية و ليل جُنته سهاد
ثم ارتجت السماء لوقع صوت يقول
يا خالد يا ابن الوليد أما آن لمطرك الهُطول
أجهز بخيلك و برِجلك و سيف الله المسلول
عمَّ الفساد بالبلاد و زاد على طينها البلل
القادة تقهقروا و غدر و خسة و مَلل و مِلل
فقر و ضيق و أبدان أصاب شطر قلوبها خلل
قم و انتفض و امتطي صهوة حَزومك
تهيأ باكرا للمسير و أعلِن فينا النفير و لن نلومك
مللنا كبح جماحنا على أحر من الجمر نرنو قدومك
إبدء بنا و مِن حولنا الضارون و المُفسدون
وحدك يخشاك كل رعديد و مَن للرعديد مُعاونون
إستهلل و بسمل بربك و إنطلق إنا معكما مقاتلون
خشينا زمن يتطاير القرآن فيه من الصدور
و ارتقبنا قدوم عهدٍ يغشاه البطش و الجور
استفقنا من سباتٍ ظنناه موتٌ إلى يوم النشور
نتذكر يوم قالت امرأة وااا معتصماه لباها
و نعلم حين صرخت أمة وااا إسلاماه نجاها
فقم و ازأر بسم الله و مدده تدور للحرب رحاها
ألا من صفعة مُدوية تداوي بوجوهنا فعل الهزيم
ألا من فرصة مُواتية تأخذنا حيث القوامة فنستقيم
اللهم إعجازاً و نصراً يا مَن تحيي العظام و هي رميم .
محمد خفاجي