
رجال البترول في ميادين النار والتحدي
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
رجال البترول لم يصلوا إلى ما هم فيه بسهولة… بل دفعوا من صحتهم من راحتهم ومن أعمارهم وما زالوا يدفعون
ان العمل في مجال البترول ليس مجرد وظيفة لكسب الرزق أو تفاخر بين الناس بل هو معركة يومية ضد الطبيعة في درجات حرارة مرتفعة في الصيف القاسي وبرودة شديدة في الشتاء عواصف رملية أمواج كبيرة لا ترحم صغيرا ولا كبيرا وعزلة عن الأهل والوطن
ان العامل في قطاع البترول يمضي أسابيع في وسط البحر أو في صحراء صعبة بعيدًا عن أبسط مقومات الراحة والرفاهيه لكنه رغم كل ذلك ينهض في كل صباح بروح المقاتل الشجاع الحريص علي مستقبل نفسة وبلدة
تعتبر السلامة في مجال البترول ليست خيارا بل أسلوب حياة في قطاع البترول. ففي بيئة قد يتحول فيها أي خطأ ولو بسيط إلى كارثة تمثل الإجراءات الوقائية والتدريب المستمر حجر الأساس ورغم ذلك فإن التحدي يظل قائما إذ إن طبيعة العمل نفسها محفوفة بالمخاطر الشديدة ما يتطلب يقظة دائمة وانضباطا صارما من جميع العاملين في هذا القطاع
ولا ننسى أن العزلة والوحدة بين العاملين في قطاع البترول من أكبر التحديات النفسية للعاملين لكن ما يميز هذا القطاع هو روح الفريق الواحد التي تربط الأفراد ببعضهم البعض فكل شخص يعتمد على الآخر، ويعرف أن أي تقصير قد يعرض الجميع للخطر الفادح ومن هنا تنشأ علاقات إنسانية متينة وأخوة تتجاوز حدود الزمان والمكان بين العاملين
رجال البترول العظماء أنتم جنود لا تحمل السلاح بل تحملون الإرادة القوية التي تصنع التنمية وتُضيئون الطرق بنور العزيمة. في البرد والحر والأوقات العصيبة في البُعد عن الأهل وفي مواجهة المخاطر تكتبون يوميًا قصة فخر وانتماء فأنتم مصدر الطاقه ليس فقط للأرض، بل للقلوب أيضا
وفي الختام وبعيدا عن الكاميرات والأضواء والتفاخر ان العاملين بقطاع البترول الذين يواجهون الصعاب في كل دقيقة من أجل استمرار عجلة الحياة لكم كل التحية والتقدير أنتم العمود الفقري للاقتصاد والروح الحقيقية للتنمية وعجلة الإنتاج
كل تقدير واعتزاز لكم جميعا أنتم نبض الوطن وقوته الصامدة التي لا تنفذ ابدا
رجال البترول في ميادين النار والتحدي