
شذرات حرة فِي كُلِّ لَيْلٍ
الشاعر.عباس محمود عامر
“مصر”
فِي كُلِّ لَيْلٍ
تَتَمَنَّعِينَ مُنْذُ الْبَدْءِ كَمَا تُرِيدِينْ
تَتَأَسَّفِينَ فِي صَلَفٍ عَنِيدْ
أسْتَلُّ مِنْ السُّخْطِ بَرِيقًا
فِي حُرُوفٍ فُوسْفُورِيَّةْ
تَسَّاقَطُ غَيْمَاتٍ. نَارِيَّةْ
تَمْحُو اصْفِرَارَ النَّهَارِ
وعَتَمَةَالْأَنِينْ
يُلْهِبُكِ الْمَطَرُ السَّاخِنُ
تَبْكِينَ مِنْ نَقْرِ الْخَرِيرْ
رُبَّمَا تَنْفَرِجُ الْمَسَامُّ
فِي نُعُومَةِ الْحَرِيرْ،
وَتَنْتَشِينْ
تَنْتَشِينَ فِي صَهْدِ الْبُخَارِ
هَلْ تَشْعُرِينْ
هَلْ تَشْعُرِينَ كَمَا
شَعَرْتُ أَنَا
فِي أَرَقِ السَّهَرَاتْ ..
تَسَأَمِينَ فَجْأَةً مِنْ وَجْهِ الضَّمِيرْ
أَضَمُّكِ زَهْرَةً زَنْبَقِيَّةً
لَوْ فَاحَ مِنْكِ الْعَبِيرْ
وَلَا تَشْعُرِينْ
تُبَالِيْنَ بِشَغَبٍ لَا يَلِينْ
تُعَانِقِينَ الصَّمْتَ الطَّرِيحَ
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ
حَتَّى اخْتَفَتْ النُّجُومُ فِي مَدَارِكِ
ولَمْ تُوقَدْ شَمْعَةُ الْحَنِينْ
نَامِي
نَامِي فِي نُعَاسٍ
والْقَلْبُ لَا يفِيقْ
تهِبِّيْنَ فَجْأَةً مِنْ فَزْعَةِ الصَّفِيرْ
حِينَمَا تَدُقُّ بَابِي
قَبْضَةُ الْمَصِيرْ
وَالذِّكْرَى تَمِيمَةٌ مُعَلَّقَةٌ
فِي عُنُقِ الْحَيَاةْ
رَبَضَتْ فِي صَدْرِكِ حَسْرَةَ الْحَزِينْ
أهَكَذَا تُرِيدِينْ ؟
أهَكَذَا تُرِيدِينْ ؟
شذرات حرة فِي كُلِّ لَيْلٍ