الدكروري يكتب عن شفقة الرسول علي قومة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن شخصية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم شخصية فريدة من نوعها، فقد خصه الله تعالي بمزايا وصفات لم تمنح لبشر، فقد تفرد بشخصية امتازت بصفات لم تجتمع في أحد فهو صلى الله عليه وسلم القائل ” أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب” وإن مَن يدعي الرسالة، فقد ادعى ما لا يمكن للبشرية إدراكه، ولو أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ادعى الرسالة بغير صدق لظهر أمره واستبان لمن اتبعه من ذوي العقول الكبيرة شيء مما يبطل وينقض هذه الدعوى، وقد استمر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته نحوا من ثلاث وعشرين سنة ماضيا في رسالته، ولم يستطع أحد أن يقف على أثر يدله على أن محمدا صلى الله عليه وسلم غير صادق.
وخير دليل على صدقه صلى الله عليه وسلم أن الذين سارعوا إلى تصديقه، وسبقوا إلى الإيمان بدعوته، هم من لا يكادون يفارقونه كأبي بكر الصديق وغيره، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مشفق على قومه، وكان صلى الله عليه وسلم لدية المزيد من صبره وحلمه عليهم، وهو موافق لقوله تعالى فى سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وقوله تعالى فى سورة آل عمران ” فبما رحمة من الله لنت لهم” وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال ” أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسر إليّ حديثا لا أحدث به أحدا من الناس، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل، قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل.
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه، فسكت، فقال من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه” رواه مسلم، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حُمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال “من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال من حرق هذه؟ قلنا نحن، قال صلى الله عليه وسلم “إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار” رواه أبو داود.
وما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء في الدنيا، وهو أن الله عز وجل أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والأنبياء أن يؤمنوا به ويتبعوه إذا ظهر في عهدهم، ولقد بينت الآية الكريمة أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عهده أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم، وقال ابن عباس رضى الله عنهما ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بُعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه،
وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته، ولئن بُعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه” وعن جابر بن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب ” والذى نفسى بيده لو أن موسى كان حيا، ما وسعه إلا أن يتبعنى”
شفقة الرسول علي قومة