Uncategorized

شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة

جريدة موطني

شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد إن من أمهات هي السيدة عائشة رضي الله عنها، فقد كان ومن خصائصها ومناقبها التي دلت على عظيم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك وبرأها مما رماها به أهل الإفك في عذرها وبراءتها وطهرها، وقال ابن القيم ” أنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة.

وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها منقبة ما أجلها وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشيء عن فرط تواضعها وإستصغارها لنفسها حيث قالت ” ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ولكن كنت أرجو أن يري الله رسول الله رؤيا يبرئني الله بها ” ومما كان لها تشريفا أنها كانت سببا في نزول آية التيمم، ففي البخاري أن السيدة عائشة رضي الله عنها إستعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء.

فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل لك منه مخرجا وجعل فيه للمسلمين بركة ” ومن فضائلها أن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لما لحق بالرفيق الأعلى كان في بيتها وبين سحرها ونحرها وكان مسندا ظهره إلى صدرها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن في بيتها، فقد روى البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” أن رسول الله لما كان في مرضه جعل يدور بين نسائه ويقول ” أين أنا غدا ؟ ” حرصا على بيت عائشة وإستبطاء ليوم عائشة فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري ” وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

وقد ولدت رضي الله عنها قبل المبعث بخمس سنين وتوفيت سنة خمس وأربعين، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا، توفي بالمدينة، قال عمر فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر فلقيت أبا بكر، فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت نعم، قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت.

إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها ” وقال الذهبي رحمه الله ” وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم تطليقه ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك وقال ” إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة ” وفي ذلك دلالة على أنها كانت على قدر كبير وجانب عظيم من رفعة مكانتها وجلالة قدرها رضي الله عنها وأرضاها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى