المقالات

صناعه الأمل

جريدة موطني

صناعه الأمل
بقلم مرفت محمد رمضان

صناعه الأمل

لو دارت بنا عجله الزمان إلي الخلف لوجدنا انه ما من أمه انتصرت وعلا شأنها …وما من حضاره ازدهرت… إلا كان علي رأسها أشخاص يبثون روح الأمل في نفوس أبناءنا… ويحفرون لهم ينابيع الأمل…ويجففون ينابيع اليأس.. التى دأب بعضهم علي ملأ النفوس بها.
إن من يملأون النفوس بالأمل في غد مشرق هم أناس رائعون يتشبهون بالأنبياء …فما من نبي إلا وجاء بالأمل وعمل علي بث هذه الروح في أركان المدينه التي بعث إليها.
انظر أولاّ إلي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بدأ دعوته وهو يحفز من حوله علي الصبر والفداء من أجل غدٍ مشرق في الدنيا والآخره …يحبس ثلاث سنوات في شعب ابي طالب هو ومن معه…يحرمون من الطعام والماء ..وما يزيدهم إلا إصراراً وأملاً أن تملأ الدعوه أركان الكون كله وأن يكونوا مثالاً يحتزي به …يحاصر من جميع القبائل …ويحفر الخندق هو وأصحابه ويربطون علي بطونهم الحجر والحجرين من الجوع وهم يحفرون، ورسول الله يبشرهم بقصور كسري ومدائن الشام ومفاتيح اليمن …ما هذا الثبات علي أمل أن يفوزوا بالجنه .
وسيدنا يعقوب غاب عنه ولده كل هذه السنين ولم يفقد الأمل في لقياه يقول (يابني اذهبوا وتحسسوا)
بل ويحذرهم من اليأس فقال(إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).
كل الأنبياء لزمت غرس الأمل في نفوس البشر حتي تعلوا همتهم ويتركوا طريق القنوط من رحمه الله ،وهذا دأب الصالحين يزرعون الأمل في النفوس بوضع الخطط للإصلاح والصلاح والتقدم نحو غدٍ مشرق.
وعلي العكس نجد هؤلاء الذين يزرعون اليأس فى النفوس ويمهدون له …يسلطون الضوء علي المشكلات و يضخمونها ويوهمون الناس بأنهم ينتقدون لحل المشكلات بينما هم يضللون الناس ويشكلون في وجدانهم انه السبيل إلي الإصلاح.. وينشرون الوهن دون أن يقدموا حلول للمشكلات علي أرض الواقع ..داء جديد يصنعه العاجز عن الإصلاح بين أفراد الأمه إنه خدمه مجانيه لأعدائها ..إحذروا منابر اليأس .
كان رسول إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال :(بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا)
أخيرا اقول لابد من الإيمان بأمل مشرق والعمل علي تحقيقه والصبر علي الثبات علي المبدأ.قال تعالي :(فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ). وقال تعالي :(وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ).
التاريخ شاهد علي أمم ضعفت ثم قويت ثم انتصرت وصنعت حضاره وقادت الأمم .وذلك بصناعه الأمل.

صناعه الأمل

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار