المقالات

عكرمة بن أبي جهل 

عكرمة بن أبي جهل

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ومع الصحابي عكرمة بن أبي جهل وإسم أبي جهل عمرو، وكنيته : أبو الحكم، وإنما رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمون كنوه أبا جهل، فبقي عليه ونسي إسمه وكنيته، وقد كان عكرمة مثل أبيه شديد العداوة للإسلام، ومن ثم نجده مع أبيه يوم بدر، وخرج يوم أحد ليثأر لقتل أبيه، وغيرها من المشاهد مع المشركين، وفي الكلام حول الصحابي عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه لابد من الوقوف على قصة إسلامه وأخذ الدروس والعبر منها، فقد كان عكرمة بن أبي جهل من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شرب هذه العداوة من أبيه فرعون هذه الأمة.

 

مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في فتح مكة، في السنة الثامنة من الهجرة اتجه المسلمون إلى مكة فاتحين وكان النبى صلى الله عليه وسلم، يعفو ويؤمّن الناس جميعا إلا أربعة، بل ويأمر بقتلهم وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة، فعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنهما قال : ” لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وسماهم ” وكان منهم عكرمة بن أبي جهل، فهرب وذهب إلى البحر ليأخذ سفينة وينطلق بها إلى اليمن، إلا أن الله عز وجل شاء له الهداية فأسلم، ويقول سعد : وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا.

 

فان آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا، فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، ما ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك عليّ عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه آتي محمدا فأضع يدي في يده، فلأجدنه عفوا كريما، قال : فجاء فأسلم ” رواه أبو داود، وقالت أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل : يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هو آمن ” فخرجت أم حكيم في طلبه ومعها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت على حي من عك، فاستغاثتهم عليه فأوثقوه رباطا، وأدركت عكرمة وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر.

 

فجعل نوتي ملاح السفينة يقول له أخلص، فقال : أي شيء أقول ؟ قال : قل لا إله إلا الله، قال عكرمة : ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم على هذا الكلام، فجعلت تلح عليه وتقول : يا ابن عم، جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس، لا تهلك نفسك، فوقف لها حتى أدركته فقالت : إني قد استأمنت لك محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنت فعلت ؟ قالت : نعم أنا كلمته فأمنك فرجع معها، وقال : ما لقيت من غلامك الرومي ؟ فخبرته خبره فقتله عكرمة، وهو يومئذ لم يسلم، ويكمل عبد الله بن الزبير القصة فيقول : ” وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها، فتأبى عليه وتقول : إنك كافر وأنا مسلمة.

 

فيقول : إن أمرا منعك مني لأمر كبير، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عكرمة وثب إليه، وما على النبي صلى الله عليه وسلم رداء، فرحا بعكرمة، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف بين يديه، وزوجته منتقبة، فقال : يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” صدقت، فأنت آمن ” فقال عكرمة : فإلى ما تدعو يا محمد؟ قال : ” أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتفعل وتفعل، حتى عدّ خصال الإسلام” فقال عكرمة : والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل، قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه، وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا، ثم قال عكرمة : فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار