اخبار

عنوان : ” حذاري من غضبي : حين أُعاقب لا أُنتقم ” 

عنوان : ” حذاري من غضبي : حين أُعاقب لا أُنتقم ” 

هنا نابل بقلم المعز غني 

هذا النص الذي كتبته يمتلك نبرة أدبية شديدة الوقع ، قوية التعبير ، حادة المشاعر ويثير مشاعر الغضب العادل والكرامة المجروحة. 

  عنوان : ” حذاري من غضبي : حين أُعاقب لا أُنتقم ” 

 

على المستوى الشخصي، لم أعرف الإنتقام وسيلةً للشفاء ، بل عرفت العقاب.

 الإنتقام رغبةٌ آنية ، تلد من رحم الغضب وتذوي سريعًا في أقبية الندم ، أما العقاب — عقابي — فهو نظام عدالة شخصي ، يتغذى على الذاكرة ولا ينضب إلا بزوال الأذى.

 

أنا لا أبدأ النار ، لكن حين أُحرق ، لا أطفئ الرماد إلا بعد أن يصبح درسًا خالدًا في قلب من أشعل عودي.

 كل الذين آذوني ، أذقتهم من كأسٍ لا يُنسى ، مرّها يتكرر مع كل محاولة نسيان.

 لم أفعل ذلك من وحشية ، بل من عدل لأن الألم ، حين يُكرر يحتاج إلى جدار يردعه ، وسقفٍ يعلّمه حدود الارتفاع.

 

أنا لا أستدرج أحدًا للهاوية ، لكنني لا أُمسك بيد من أختار أن يدفعني نحوها وإن سقطت ، فأحذر أن أعود ، فأنا حين أعود لا أبحث عن ردّ الجميل ، بل عن توازن أختلّ وعدلٍ غاب، وصوتٍ سُرق مني ذات يوم.

 

الرحمة في قلبي ليست مكسوة بالجبن ، بل محاطة بأسوار الكرامة. 

حين أراهم يتطاولون دون حياء ، أخلع الرحمة عن عتبة قلبي وأرتدي الحكمة الحازمة ، بعض العقوبات لا تُرسل بالبريد ، بل تُسلم باليد ، وبعض الدروس لا تُكتب على الورق ، بل تُحفر على الجباه.

وقبل أن يفكر أحدهم في إيذائي ، أنصحه أن يتفقد صوته …كلماته … أماكن جلوسه … ومواضع ثقته ، ليتأكد أن رأسه ليست هشة ، وأن ذاكرته لا تعاني من النسيان الإنتقالي. لأنني حين أُمسك بالخيط ، أصل إلى العقدة. 

وحين أصل لا أعود كما كنت.

 

أنا لست عدوًا لأحد ، لكنني لست ضحية أحد أيضًا فمن أراد السلام ، أعطيته وردًا ومن أراد الحرب ، جهّزت له ساحةً لا تليق إلا بالجهلاء.

لذا فحذاري من عضبي وثورة بركاني الذي ينفجر في وجه كل من تجاوز الخطوط الحمراء .

فمن أنذر فقد أعذر …  

عنوان : " حذاري من غضبي : حين أُعاقب لا أُنتقم " 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى