
فاطميون ملكوا البلاد وقهروا العباد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي شرح صدور أوليائه بالعلم والحكمة، ونوّر قلوبنا بزينة الإيمان، وجعلنا على نهج نبيه منقادين لطاعته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا المختار، نبي الرحمة وهادي البشرية صلاة تنفرج بها الهموم، وتنحلّ به العقد، اللهم علمنّا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وبارك لنا بديننا وأنفسنا وأعمالنا، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن البدع من الموالد التي أقاموها المسلمون والنصاري علي مر الزمان، ويقول ابن التركماني في كتابه” اللمع في الحوادث والبدع” عن الأعياد النصرانية مثل الإحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح أنها من البدعة أيضا والخزي والبعاد ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى ومواسمهم والأعياد من توسع النفقة، وكما قال وهذه نفقة غير مخلوفة.
وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل، وقال ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم الخبيث في يعرف بالميلادة أي ميلاد المسيح” ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب منه فهو كافر مثلهم، وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلين النصارى وبين تحريمها بالكتاب والسنة ومن خلال قواعد الشرع الكلية، وذكر من أبطلها من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية، وقال المقريزي في خططه “وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة النبوي والعلوي والفاطمي والإمام الفاطمي الحاضر وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها.
وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر” فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين، ولكن ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر وهو المولد النبوي” فقال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب “الروضتين في أخبار الدولتين” عن الفاطميين العبيديين، أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم بنو عبيد، وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا، وعبيد هذا كان إسمه سعيدا فلما دخل المغرب تسمى بعبيد الله وزعم أنه علوي فاطمي.
وإدعى نسبا ليس بصحيح لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه، ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى بالمهدي وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون، ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة، سنة تسع وتسعين ومائتين إلى سنة سبع وستين وخمسمائة للهجرة.
فاطميون ملكوا البلاد وقهروا العباد