ادب وثقافة

قصة قصيرة خيال بيطري ( حمار سايكو )

جريدة موطني

قصة قصيرة
خيال بيطري ( حمار سايكو )

بعد ان حصلت علي الدكتوراه من الخارج و نلت العديد من الجوائز العالمية عن بحثي في اختراع جهاز سيقلب علم الطب البيطري رأسا علي عقب
خاصه ان الجهاز هو الاول من نوعه علي مستوي العالم و هو يشبه جهاز الكومبيوتر به ترجمه ما بين لغة الانسان و لغة الحيوان
بحيث عندما يتكلم الحيوان يتم ترجمه كلامه مثل الجوجل الي لغة الانسان. وقد نجح الجهاز في تجاربه الأولية مع الحمير التي تتميز بصوت قوي صنف علي انه انكر الاصوات
افتتحت اول عياده للطب النفسي للحمير كنوع من التجربة التي لا تهدف للربح بقدر اثبات كفاءه الجهاز استعدادا تسوقيه محليا بعد ان فشل تسوقيه عالميا لنذره الحمير في المناطق الأخرى و الذي اصبح هذا النوع في مناطق محددة علي مستوي العالم و تصنف علي ضرورة معاملتها معاملة المحميات الطبيعية حتي نواجه انقراض هذا الفصيل من الحيوانات.
ورغم عدم اعتراف المجتمع للعلاج النفسي اللا انني نجحت في اقناع الكثيرين من الفلاحين بأرسال حميرهم للعيادة للكشف العام وكنوع من انواع الطب البديل
وكنت في استقبال اول حمار اتي من لاحد الفلاحين. طلبت من الفلاح الخروج من حجرة الكشف و الانتظار في الخارج بعد ان علمت ان الحمار رافض الارتباط رغم كبر سنه كما ان عدوانيته اصابت الكثيرين من المارة و أيضا صاحبه فهو كثير الرفس و الركل و مزعج النهيق. اجلست الحمار علي الارض و ادرت الجهاز وبدأت الأسئلة طلبت منه ان يعود بالذاكرة عندما كان جحش صغير و بدا يحكي
ان مشكلته حياته بدات عندما وضعت والدته اخيه الاصغر و الذي ولد بغلا. مما ادي الي انفصال والده عن والدته لأنه ادرك انها عاشرت حصانا
وخانته. لم يستوعب الحمار الكبير الصدمة و هرب من الحقل فهو لم يستطع مواجهه باقي الحيوانات و الفلاحين َ وكانت تلك اول صدمه لي في حياتي اخ بغل و ام خائنه لم يستطع مجتمع القريه نسيان ما حدث لوجود ذلك البغل بيننا
تحملنا كل الصعاب ولكن في نفسي كنت اتمني ان انتقم من جنس الحصان و قررت ان اغرر بمهره الحصان الذي تسبب في الازمه
ولكني لم اكن ادرك ان ذلك مستحيل
لان الطبيعة ان يعاشر الحصان حمارة و ليس العكس. كما ان مواصفاتي البنيانية و الشكلية لا تجعل اي مهرة تترك عالم الحصان و تنزل الي عالمنا البائس
و بعد تلك الصدمة العاطفية مع الصدمة الاولي عزفت عن الارتباط ليس جسديا و لكن نفسيا
فما يدريني ان تفضل الحمارة التي احبها حصان و تتكرر المأساة.
تأثرت بكلام الحمار و سالته و ماذا عن اخوك البغل؟
تكلم عنه بأسي ان مشكلته انه لا يوجد بغل غيرة في القريه و لذلك اصبح في حاله توحد لا يختلط بأحد يعيش في بلده غريب تلاحقه نظرات الماضي من الجميع كما انه لا يستطيع الزواج و الإنجاب فاصبح بلا هدف في تلك الحياه
اغلقت الجهاز و طلبت من الحمار ان يقنع البغل بزيارتي على وجه السرعة
بدأ الحمار في النهيق بصوت عالي نظرت الي الجهاز وجدت الترجمة ان الغرفة مكتظة ب بشياطين وبعض العوالم السفلية في حجرة الكشف
خرجت مهرولا من باب العيادة الي الشارع
عازما علي عدم تشغيل هذا الجهاز في المستقبل
تمت
م محمود عبد الفضيل /مصر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار