ناس سينييه..!!!!
….. …… ……
عدت من مكتبى ومررت كعادتى يومياً على الفكهانى وقلت له أعطنى إثنين كيلو مانجو واثنين تين بمائة وأربعين جنيها وبينما أنتظر دورى إذا برجل وسيدة يبدو من هيئتهما أنهما غير مصريين وفى منتهى الجمال والشياكة فقالا للبائع نصف كيلو عنب ونصف كيلو تين فأخذنى الفضول وبدأت أتفحصهما فوجدت أنهما في العقد السادس من العمر وملابسهما ماركات (سينييه)والسيدة تكاد لا تسمع صوتها فهى تهمس لزوجها همسا وتركتهما وذهبت لبائع الخبز كى أشترى منه بعشرين جنيها خبزاً كعادتى كل يوم فإذا بالرجل والسيدة قد لحقا بى عند بائع الخبز وطلبا منه أربعة أرغفه فقال لهما ما تخدوا سبعة أرغفة بعشرة جنيهات فردت السيدة عليه بلكنة تميل للغربية وبها القليل من الشرق أربعة أرغفه فقط فنظرت له وقلت له أعطها أربعة أرغفه بخمسة جنيهات فناولها الخبز فأخذته وهى تبتسم في وجه زوجها ابتسامة لم أشاهدها على وجه أى امرأة مصرية وقالت له هيا يا حبيبى وانصرفا ووقفت أنا مع بائع الخبز لبعض الوقت لأنه يبيع الأربعة أرغفة بخمسة جنيهات وربع كى أعطيه الربع جنيه فرفض وانصرفت أفتش عن هذه السيدة الشيك الجميلة القنوعة السعيدة الرومانسية هى وزوجها كأنى أبحث عن كنز فقدته ووجدتهما في السوبر ماركت فدخلت خلفهما وكلى أمل أن يتحدثا معى وأعرف من أين هما ولكنى وجدت السيدة وكأنها لا ترى أحداً في العالم سوى زوجها وهو كذلك والإبتسامة لا تفارق وجهها حتى أنك لو نظرت له لشبعت ولم تحتاج لطعام أو شراب طول العمر وإذا بها تطلب من البائع بعشرة جنيهات جبن أبيض وبينما أنا مزبهل تذكرت أنهم طلبوا مني جبن رومى وثلاجة وشيدر وبيض وبسطرمة ويبدوا أن البائع لاحظ أنى شاردا فقال لي ماذا تريد يا أستاذ فقلت له وأنا تكاد الدمعة تفر من عينى ربع ثلاجة وربع رومى وربع شيدر وعشرة بيضات وكيلو لبن وانصرفت السيدة وهى تقول لزوجها عاوز حاجة تانية يا عمرى وهو يقول لها ميرسى يا حبيبتى وبعد أن خرجت من السوبر ماركت وجدت امرأة مخمرة يبدوا عليها من رائحتها أنها لم تستحم من شهر تعنف زوجها وتصرخ في وجهه أنت راجل بصباص وعينك زايغة بتعاكس الست بتاعة الخضار يا راجل يا حمار هو أنا مش مالية عينك يا مدهول ده أنا اللى عملتك يا شحات.
بقلم الكاتب الصحفي
يوسف زكريا
