ذكريات
بقلم عبدالحميد أحمد حمودة
عندما يحل الليل ويدغدغ النعاس الجفون، يبدأ العقل في استعراض بانوراما الأفعال والمواقف، التي صدرت من أشخاص قريبين منا أو بعيدين عنا. وهكذا تبدأ سيطرة العقل على كل الجسد، حتى يحرمه من الراحة والنوم. تسيطر المشاعر والأحاسيس على الروح والقلب بواسطة ذكريات كانت ولم تعد مرة أخرى.
يسود الحزن بالروح ويختنق القلب، فيصيب الجسم كثير من الارهاق، فتتعب النفس مما يؤدي عند البعض إلى الوفاة بسبب فقدان القدرة على التحمل.
ما هي الأسباب التي تجعلنا نفكر باستمرار في هذه الأفعال والمواقف الناتجة عن الغير؟، فشعورنا النقي ونيتنا الصادقة هما السبب في معاناتنا تجاه مثل هذه الأحداث. يجب أن نتحكم في أفكارنا ونغلق الأبواب على هذه الذكريات المؤلمة، حتى تتلاشى شيئا فشيئا وتختفي مع مرور الأيام، هكذا نكتسب راحة أرواحنا وقلوبنا.
الحياة جميلة وحياتنا قصيرة، لا ينبغي أن نضيعها في التفكير فيما فات. ينبغي التطلع إلى ما هو آت. طي صفحة قديمة وفتح أخرى جديدة، لنحافظ على قوة طاقة الروح وصحة الجسد. ينبغي التفاؤل في الحياة والتمسك بالأمل حتى ولو كان ضئيلا. نحن نستحق هذه الحياة، التي هي هدية من الخالق سبحانه، ونستحق أن نكون سعداء فيها.