كُرَّاسة العُمْرِ
للشاعر عبد اللطيف غسري
سأبحثُ في كُرَّاسةِ العُمْرِ عن غدِ
أسِيلٍ كوُجْناتِ الربيعِ مُوَرَّدِ
قشِيبِ الحنايا يُشْبِهُ العيدَ جِدَّةً
ويَفْضُلُهُ في الرُّوحِ والنَّفَسِ النَّدِي
يُدَلِّي على شُبَّاكِ عينيكِ ظِلَّهُ
ستائرَ نجْوَى مِنْ حريرٍ وعَسْجَدِ
تشِفُّ اشْتِعالاً مِنْ سناهُ أصابعِي
تُرَفْرفُ مِنْ رَيَّاهُ مٍرْوَحَةُ اليدِ
أسافرُ في هالاتِهِ كلَّ لحظةٍ
على زوْرقِ الذكْرَى أروحُ وأغْتدِي
أُعَطِّرُ مِنْ رَوْحِ الحنينِ حقائبي
وأصْنعُ مِنْ طَلْحِ المسافةِ مِقْوَدِي
تُرانِي إذا غامَرْتُ في البَحثِ أنتهِي
إلى شَبَحِ مُخْضَوْضِبِ الوَجْهِ أسْوَدِ؟
تُنازِعُني – في العيدِ – فيكِ نوازعِي
أفِرُّ إلى بَحْرٍ مِنَ الشوْقِ مُزْبِدِ
إلى لُغةٍ كأْداءَ بَعْثَرْتُ لَحْنَها
إلى وتَرٍ كَلِّ الجُفونِ مُسَهَّدِ
وحَوْلي حُداةُ العيدِ يَعْلو ضَجيجُهُمْ
بِتهْنِئةٍ أو بافْتِعالِ توَدُّدِ
وما العِيدُ يا زَهْوَ المرايا وحُزْنَها
إذا لم يُشَقْشِقْ بَهْجةً بكِ مَشْهَدِي؟
كتابُ وجودِي في غِيابكِ يَكْتسِي
سدِيمَ العِباراتِ الذي لمْ يُبَدَّدِ
وبَحَّةُ ناياتِي أضَلَّتْ فُتُونَهَا
وصامَتْ عنِ الشَّدْوِ العَصِيِّ المُرَدَّدِ
وما العِيدُ إنْ لمْ تسْتثِرْكِ مواجعِي؟
أنا النغمُ المَشْروخُ في صَوْتِ مُنْشِدِ
وما العِيدُ إنْ لمْ تفْتحِي عَيْنَ غَيْمةٍ
علَيَّ بِرَيَّا كَوْثرٍ مُتجَدِّدِ
إذا الليلُ صلَّى أنتِ أنتِ دُعاؤُهُ
وأنتِ ابْتِهالاتُ الضحَى المُتنهِّدِ
وأنتِ احْتِمالاتُ العُبُورِ وَلوْنُهُ
وأنتِ ابِْتِساماتُ الطريقِ المُمَهَّدِ
أمِيطِي عنِ الصُّبحِ الغريقِ عُبابَهُ
سَيطْفُو إذا ترْعاهُ لَمْسَةُ مُرْشِدِ
عليْكِ سلامُ اللهِ يا دَوْحةَ المُنَى
أثيرًا بوِجْدانِ الحمامِ المُغَرِّدِ
آيت اورير – المغرب
بقلم
عبداللطيف الغسري
مراجعة
الأدبب محي حافظ