مقالات

قمة بغداد من أجل غزة: حين نطقت مصر وتلعثم الآخرون

جريدة موطني

قمة بغداد من أجل غزة: حين نطقت مصر وتلعثم الآخرون

بقلم: أشرف ماهر ضلع

قمة بغداد من أجل غزة: حين نطقت مصر وتلعثم الآخرون

في قلب الوجع العربي، حيث تسكن غزة في عيون كل شريف، انعقدت قمة بغداد، لا لتضيف ورقة جديدة إلى أرشيف المؤتمرات، بل لتصرخ في وجه الصمت، وتقول إن دماء الأطفال ليست أرقامًا، وإن صوت الأقصى لا يُؤجَّل.

في بغداد، حيث الجراح لم تندمل، اجتمعت القلوب العربية – أو بعضها – لتعلن موقفًا. لم يكن الحضور مكتملًا، كما لم تكن النوايا كلها صافية، ولكن كان في القاعة حضور يشبه الوطن… كان هناك مصر.

مصر… حين يكون الحضور موقفًا

جاءت مصر لا لتجامل، بل لتُقاوم بالكلمة، ولتؤكّد أن غزة ليست وحدها، وأن كل قذيفة تُطلق على أطفالها هي صفعة على وجه العروبة. كانت كلمات مصر في بغداد صوتًا من القلب، حملت وجع الأمة، وعرّت المتخاذلين دون أن تسميهم، وأدانت بصمتها قبل خطابها من باعوا العدل بثمن الأمن الشخصي.

الخذلان… حين تغيب العروبة عن الجغرافيا

أما الآخرون، فبين غيابٍ مريب، وصمتٍ مكسور، وتعابير دبلوماسية باردة، لم يُسجّل التاريخ سوى أن البعض قرر أن لا يقترب من الجرح خوفًا من تبعات الشرف.

غزة كانت حاضرة في الوجدان، غائبة في أولويات بعض من يسمّون أنفسهم “قادة”. ومن لم تحرّكه دماء الأطفال والبيوت المهدمة، لن تُحرّكه بيانات ختامية ولا دعوات مؤقتة.

بغداد… صدى الرفض العربي

رغم الألم، كانت بغداد صوتًا عاليًا في زمن الخفوت. اجتمعت لتقول: “لا” في زمن التردد، واستضافت مَن أراد أن يتكلم، ولو من قلة.
وفي زمن المتاجرة بالقضية، كانت القمة وقفة عزّ، وإن لم تكتمل صفوفها.

وغزة؟

غزة لا تنتظر مؤتمرات، لكنها تنتظر أن تُرفَع عنها الخيانة من خاصرتها، أن تُعاد لها كرامتها، وأن تتذكّرها الأمة لا في لحظات الحرج الإعلامي، بل في كل لحظة يُستباح فيها دمها.

بغداد اليوم لم تكن مجرد عاصمة استضافت مؤتمرًا،
كانت شاهدًا على أن في الأمة من بقي له قلب،
وأن مصر، رغم جراحها، ما زالت أمًّا حين يُغدر بالأشقاء.
أما من تخلّفوا، فالتاريخ كفيل بأن يُدوّن أسماءهم في هامش الخذلان.

قمة بغداد من أجل غزة: حين نطقت مصر وتلعثم الآخرون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى