
قوة العرب: الاستثمار في التسليح والتكامل الاقتصادي سبيلًا للهيمنة العالمية
بقلم . عبدالحميد نقريش :
لطالما كانت الدول العربية تمتلك مقومات القوة الشاملة من موقع استراتيجي وثروات طبيعية هائلة، لكن الفارق الحقيقي بين دولة ذات سيادة عالمية وأخرى تتعرض للضغوط يكمن في كيفية استثمار تلك الموارد. إن توجيه رؤوس الأموال العربية نحو الاستثمار داخل المنطقة، ولا سيما في مجال التسليح، سيكون الخطوة الأكثر تأثيرًا في تغيير موازين القوى عالميًا، خاصة عندما تتصدر السعودية، بحجم اقتصادها وقوتها السياسية، هذا التوجه.
لماذا التسليح والاستقلال العسكري هو الحل؟
يعتمد النظام العالمي الحديث على القوة العسكرية كعامل أساسي في فرض السياسات وحماية المصالح. اليوم، معظم الدول العربية تعتمد في تسليحها على الدول الغربية، ما يجعلها رهينة للضغوط السياسية وقرارات الخارج. لكن ماذا لو قامت السعودية ودول الخليج، ذات الفوائض المالية الضخمة، بشراء وتصنيع الأسلحة بأحدث التقنيات وتزويد الدول العربية بها؟
التأثيرات المباشرة:
1. إنهاء التبعية العسكرية للغرب: تصنيع وامتلاك الأسلحة المتطورة محليًا سيجعل الدول العربية مستقلة في قراراتها، ولن تكون بحاجة للخضوع للإملاءات الغربية خوفًا من قطع الإمدادات العسكرية.
2. بناء جيش عربي موحد: يمكن للدول العربية، عبر التنسيق المشترك، تكوين تحالف عسكري قوي أشبه بحلف “الناتو” العربي، بحيث تصبح أي محاولة للاعتداء على أي دولة عربية بمثابة إعلان حرب على الجميع.
3. الردع الاستراتيجي: عندما تمتلك الدول العربية أسلحة متطورة، ستصبح القوى العالمية مجبرة على التعامل معها بجدية واحترام، مما يعزز من قوة المفاوض العربي على الساحة الدولية.
الاستثمارات العربية داخل المنطقة: مفتاح الهيمنة الاقتصادية
إذا استثمرت الدول العربية أموالها داخل المنطقة، فإن النتائج ستكون كارثية على القوى الكبرى، وإيجابية على مستقبل العرب. اليوم، يتم ضخ تريليونات الدولارات في الأسواق الغربية، بينما يمكن لهذه الأموال أن تحول الدول العربية إلى قوة اقتصادية كبرى.
الفوائد المتوقعة من توجيه الاستثمارات عربيًا:
• خلق سوق اقتصادية متكاملة بين الدول العربية، مما يجعلها أكثر استقرارًا وتأثيرًا.
• تقليل الاعتماد على الاقتصاد الغربي، وبالتالي تحرير القرار العربي من أي ضغوط خارجية.
• تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الاستراتيجية مثل الغذاء والطاقة والصناعات العسكرية، مما يمنح الدول العربية حرية سياسية أكبر.
هل يمكن أن تصبح الدول العربية قوة عظمى؟
الجواب نعم، ولكن بشرط أن تتخذ قرارًا حاسمًا بامتلاك أدوات القوة:
1. التسليح الذاتي والتعاون العسكري العربي المشترك.
2. توجيه الاستثمارات نحو الدول العربية بدلًا من الغرب.
3. بناء قاعدة صناعية وتقنية مستقلة تنافس القوى الكبرى.
لو كانت الدول العربية قد تبنت هذا النهج منذ عقود، لكانت اليوم في مصاف القوى الكبرى، ولما تجرأت أي دولة على التدخل في شؤونها أو تهديد أمنها. ما زال الوقت متاحًا، والفرصة قائمة، فهل نمتلك الإرادة لاتخاذ القرار؟
قوة العرب: الاستثمار في التسليح والتكامل الاقتصادي سبيلًا للهيمنة العالمية