
هنا نابل / بقلم المعز غني
كيف تعاشر إمرأة …؟
في زمن أختلطت فيه المفاهيم ، وتبدّلت فيه القيم ، أابتُليت فيه العلاقات بالسطحية والأنانية وسوء الفهم …
تبقى العودة إلى الحكمة الأصيلة ، والوصايا المضيئة هي المصباح الذي ينير دروب العاشقين والطريق إلى قلوب النساء.
وفي هذا السياق ، يهمس لنا الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – بكلمات نابضة بالحكمة ، يوصي بها إبنه يوم زفافه ، توصيات لا تُقَدَّر بثمن ، جديرة بأن تُكتَب بماء الذهب لأنها ليست فقط خارطة طريق للسعادة الزوجية ، بل وصية إنسانية خالدة تعكس فهماً عميقاً للنفس البشرية لا سيّما قلب الأنثى.
فكيف تعاشر امرأة …؟
أي بني: إنك لن تنال السعادة في بيتك إلا بعشرة خصال ، أمنحها لزوجتك كاملة ، ولا تنسها يوماً فإنّ من نسيها نسي قلب زوجته.
1) – الدلال والحب المصرّح :
المرأة لا تكتفي بأن تُحب ، بل تريد أن تسمع الحبّ … أن تراه في عينيك ، وتلمحه في سلوكك وتعيشه في تفاصيل يومك.
لا تكن بخيلاً في التعبير ، فإن الصمت في الحب جفاء ، والحب إذا لم يُروَ بالكلام يذبل.
2) – اللين والحزم معاً :
لا تكن متصلّباً غليظاً فتنفر ، ولا متساهلاً إلى درجة الذوبان فتُستهان وأجعل لكل مقام مقالاً.
المرأة تحب الرجل القادر على الإمساك بزمام الأمور دون قسوة والمُحبّ دون تهافت.
3) – الاهتمام بالمظهر :
كما تريدها أن تكون جميلة أنيقة ، فهي أيضاً تحب أن تراك وسيم الهيئة ، عطر الكلام ، نظيف الثوب.
العناية بنفسك رسالة إحترام متبادل.
4) – مملكتها الخاصة :
بيتها هو مملكتها ومطبخها عرشها وزوايا المنزل هي حدود قلبها … لا تُنازعها على هذا العرش ، ولا تفرض عليها سلطانك. فإنك إن فعلت ، صار الحبّ معركة والبيت ساحة قتال.
5) – لا تُخيّرها بينك وبين أهلها :
مهما بلغت من الحب والهيبة في قلبها ، فلا تكن خصماً لعائلتها. فهي إن أنقسم قلبها بينك وبينهم ستذبل ، وسيذبل معها دفء البيت.
دعها تحبك دون أن تخسر أهلها ، فتربحها بكاملها.
6 ) – خلقت من ضلع أعوج :
وهذا ليس عيباً ، بل سرّ فتنتها فكما أن الحاجب لا يُستقيم إلا بانحنائه ، كذلك قلب المرأة.
لا تحاول تقويمها بالقسوة فتكسرها.
كن حكيماً ، متفهّماً ، وأدّب بالإقناع لا بالسلطان.
7 ) – لا تَنسَ أنها تنكر المعروف أحياناً :
تلك طبيعتها ، فلا تأخذ كل كلمة بحرفها. فإن قالت: ” ما رأيت منك خيراً قط “، فأغفرها بلحظة ضعف ، وذكّرها بالخير برفق ولا تجعل منها خصماً أبديًّا.
8 ) – أوقات الضعف … كن ربانياً :
في أيام مرضها وتعبها وتقلّباتها النفسية ، كن سندها لا عبئها فإن الله خفف عنها فرائضه ، فكن أنت أولى بالرفق منها.
لا تُطالب ، بل شاركها الألم بالحُب.
9 ) – الحنان … فوق كل واجب :
المرأة تُروى بالحنان كما تُروى الزهرة بالماء.
لا يكفي أن تكون زوجاً صالحاً ، بل كن مأوى وأماناً وطمأنينة. فالأنثى لا تزدهر إلا في مناخ العطف.
وفي الختام …
فالمرأة ليست لغزاً ولا مخلوقاً خارقاً هي إنسانة تبحث عن الأمان ، تهفو إلى الكلمة الطيبة ، تتوق للدفء ، وتُبصر الحبّ من خلال التفاصيل الصغيرة.
فأعطها قلبك ، تُعطك عمرها ، وكن كما أراد الله للرجال أن يكونوا: قوامين بالحبّ ، لا بالسلطة ، راعين بالحكمة ، لا بالعناد.
نعم ، والله يعيش النساء …
هنا نابل – بقلم: المعز غني
الجمهورية التونسية – جوان 2025