محافظات

كيفية الإستعداد للضيف الكريم 

كيفية الإستعداد للضيف الكريم 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

كيفية الإستعداد للضيف الكريم

الحمد لله بما أسدى والشكر له ما تنسمت علي الخلائق جدواء، فأي آلاء الله أحق أن تُشكر؟ أجميل أظهره؟ أم قبيح ستره وما أبدى؟ ولم تزل آلاء ربك تتوالى، ما منّ ربك عطائه، وما أكدي وما أكدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن أهل القبور إما معذبون أو منعّمون، بل لعله في القبر الواحد دُفن عدة أشخاص هذا إلى الجنة وهذا إلى النار، بل إن الأمر أعجب من ذلك، لعل تحت قدميك الآن أقوام يعذبون أو ينعمون، بل لعل تحتك في غرفة نومك أقواما محبوسين في حفر من جهنم يعرضون على النار بكرة وعشيا، فمن يدري فالناس كثير والأرض قد تضيق عنهم، فأي عيش صفا وما كدّره الموت ؟ وأي قدم سعت وما عثرها الموت ؟ 

 

أما أخذ الآباء والأجداد ؟ أما سلب الحبيب وقطع الوداد ؟ أما أرمل النساء وأيتم الأولاد ؟ فالقبر روضة من الجنان أو حفرة من حفر النيران، وإنه للفيصل الذي به ينكشف الحال فلا يشتبه، فإن يك خيرا فالذي من بعده أفضل عند ربنا لعبده، وإن يكن شرا فما بعد أشدّ ويل لعبد عن سبيل الله صد، واعلموا يرحمكم الله إن من الإستعدار لشهر رمضان هو الإستعداد بالتهيئة الأسرية، وتهيئة من في البيت من زوجة وأولاد لهذا الشهر الكريم وكيفية الإستعداد لهذا الضيف الكريم، ووضع برنامج لذلك، وممارسة بعض من التهيئة الإيمانية السابقة مع الأسرة، وعقد لقاء إيماني مع الأسرة يكون يوميا بقدر المستطاع، وتهيئة العزيمة بالعزم على فتح صفحة جديدة مع الله تعالي وجعل أيام رمضان غير أيامنا العادية، وعمارة بيوت الله وشهود الصلوات كلها في جماعة. 

 

وإحياء ما مات من سنن العبادات، مثل المكث في المسجد بعد الفجر حتى شروق الشمس، والمبادرة إلى الصفوف الأولى وقبل الأذان بنية الإعتكاف وغير ذلك من العبادات، وكذلك نظافة الصوم مما يمكن أن يلحق به من اللغو والرفث وسلامة الصدر، والعمل الصالح في رمضان، وإستحضار أكثر من نية من الآن، ومن تلك النيات هو نية التوبة إلى الله ونية فتح صفحة جديدة مع الله ونية تصحيح السلوك وتقويم الأخلاق ونية الصوم الخالص لله ونية ختم القرآن أكثر من مرة ونية قيام الليل والتهجد ونية الإكثار من النوافل، ونية طلب العلم ونية نشر الدعوة بين الناس ونية السعي إلى قضاء حوائج الناس ونية العمل لدين الله ونصرته ونية العمرة ونية الجهاد بالمال، وغير ذلك من أعمال الخير، وإن من الإستعدادات لشهر رمضان هو التهيئة الجهادية.

 

وهي تحقيق معنى مجاهدا لنفسه وذلك من خلال منع النفس من بعض ما ترغب فيه من ترف العيش، والزهد في الدنيا وما عند الناس، وعدم التورط في الكماليات من مأكل ومشرب وملبس كما يفعل العامة عند قدوم رمضان، والتدريب على جهاد اللسان فلا يرفث، وجهاد البطن فلا يستذل، وجهاد الشهوة فلا تتحكم، وجهاد النفس فلا تطغى، وجهاد الشيطان فلا يمرح، وأيضا حمل النفس على أن تعيش حياة المجاهدين، وتدريبها على قوة التحمل والصبر على المشاق من خلال التربية الجهادية المعهودة، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى