الدكروري يكتب عن محدث خراسان أبو سعد عبد الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام أبو سعد السمعاني وهو الإمام الحافظ الكبير الأوحد الثقة محدث خراسان هو أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أبي المظفر منصور بن عبد الله التميمي السمعاني المروزي الشافعي، وولد أبو سعد السمعاني يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان سنة خمسمائة وست من الهجرة، في مدينة مرو، ونشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والصلاح، فنشأ في حب العلم وطلبه، فقد حضر وهو في الرابعة مع والده عند مسند زمانه عبد الغفار بن محمد الشيرويي، ثم بعد موت والده كفله أعمامه ومنهم أبو القاسم السمعاني وهو صغير، وقد كان السمعاني من العلماء الذين أكثروا الترحال، فقد ارتحل إلى نيسابور، وبيت المقدس وبغداد، والبصرة، وحلب، ودمشق، وصور، ومكة المكرمة.
وهمدان، وصنعاء، وكان ظريف الشمائل حلو المذاكرة سريع الفهم قوي الكتابة سريعها درس وأفتى ووعظ، وساد أهل بيته وكانوا يلقبونه بلقب والده تاج الإسلام، وكان أبوه يلقب أيضا معين الدين، وقال ابن النجار سمعت من يذكر أن عدد شيوخ أبي سعد سبعة آلاف شيخ، قال وهذا شيء لم يبلغه أحد وكان مليح التصانيف كثير النشوار والأناشيد لطيف المزاج، ظريفا حافظا، واسع الرحلة، ثقة صدوقا دينا سمع منه مشايخه وأقرانه، وكان من شيوخ الإمام أبو سعد السمعاني، هم إبراهيم بن محمد القطيعي أبو البدر، وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل، وعاصم بن محمد بن غانم الحافظ أبو المعالي، وعبد الله بن طاهر بن فارس الخياط أبو المظفر، ومحمد بن منصور التميمي السمعاني.
وكان من تلاميذ الإمام أبو سعد السمعاني هم ابنه أبي المظفر عبد الرحيم، أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي، وعبد الوهاب بن سكينة، والقاسم بن عساكر، وقال الحافظ ابن الأثير كان أبو سعد واسطة عقد البيت السمعاني، عينهم الباصرة، وإليه انتهت رآستهم، وبه كملت سيادتهم، رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها، وقال الإمام السبكي عنه هو محدث المشرق، وصاحب التصانيف المفيدة الممتعة، والسؤدد، والأصالة، وكان من مؤلفاته هو كتاب الأخطار في ركوب البحار، وأدب الإملاء والاستملاء، والأمالي، والأنساب، وتاريخ مرو، ودخول الحمام، وفضل الشام، وقواطع الأدلة في أصول الفقة، ومقام العلماء بين يدي الأمراء، والأدب في استعمال الحسب، وسلوة الأحباب ورحمة الأصحاب، والتحبير في المعجم الكبير، والصدق في الصداقة.