مقالات

مدن الخوف

مدن الخوف

مدن الخوف
الشاعر و المحام الليبي الشهيد عبد السلام محمد المسماري ١٩٥٩ / ٢٠١٣ م ٠
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠

” عبرت إلى زمن ولَّى
صوتٌ يصرخُ في بيداء
نذيرٌ من زمنٍ آت
إلى بلدٍ يغرقُ في آسنِ أفكار
في بركٍ ضَحْلَة
تراءتْ أسماكٌ منكرةٌ
تضْحَكُ بِدَهَاء
لنفرٍ من أهلِ بلادي ” ٠
( من قصيدة : رسالة إلى الماضي )
٠٠٠٠٠
( هذا الملف إهداء إلى الكاتبة و الأدبية الليبية فاطمة المرغني التي لها ميول حول الأدب الليبي الحديث و تسجل في كتاباتها مواقف من خلال رؤيتها للواقع ٠٠ ) ٠

= أليس هو القائل :
” لا بد من ليبيا وإن طال النضال “٠

نعم يظل الشعر رسالة للفن و المجتمع معا ، فهو صوت الحق الذي يقف بين الشعوب مناديا بالعدل و مطالب الحياة في وجه الطغاة و أعداء الإنسانية و قد وجدنا هذا الشاعر الحقوقي و الناشط السياسي (عبد السلام المسماري ) الذي يحلم بمشروع النهوض بليبيا نحو الحرية و التقدم من منطلق دورها و مقدراتها و مدى الجهاد الذي غرسه في النفوس الشهيد عمر المختار ضد كل غاصب هكذا ٠٠
* نشأته :
ولد الشاعر و الحقوقي عبد السلام محمد المسماري في عام ١٩٥٩ م بنغازي ليبيا ٠

فهو محام وناشط سياسي وحقوقي وشاعر من مدينة بنغازي ٠
تخرج من كلية القانون بجامعة قاريونس العام 1989.
وينحدر من قبيلة المسامير، ليبيا، ومن الشخصيات الأولى التي وقفت في المظاهرات المناوئة لحكم العقيد معمر القذافي في 15 فبراير 2011 إضافة لكونه المنسق العام لائتلاف ثورة 17 فبراير الذي لعب دوراً في بداية هذه الثورة.

= نهاية مأساوية :
تم اغتياله في الجمعة في شهر رمضان الموافق 26 يوليو 2013 بإطلاق الرصاص عليه عقب خروجه من مسجد «بوغولة» في حي البركة في بنغازي.

كما عُرف بتطلعاته ودعواته لبناء دولة مدنية ديمقراطية ودعم حقوق وحريات الإنسان.
كما عُرف بمعارضته لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على السلطة في البلاد بعد ما عرفت بثورة 17 فبراير 2011.
اشتهر عبد السلام المسماري بمعارضته لحكم جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة لليبيا. وصُف «بشهيد الوطن وصوت الحق» كم اشتهر بمقولته (لا بد من ليبيا وإن طال النضال).

سبق له أن انتقد محاولات سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على المجلس الوطني الانتقالي السابق وأيضاً انتقاده للجماعات المسلحة التي حاصرت وزارتي الداخلية والعدل في طرابلس في مايو 2013 واصفاً إياها بالجماعات المنقلبة على الشرعية في البلاد حيث تعرض لاعتداء بالضرب.

* لديه ديوان شعري واحد حمل اسم «مدن الخوف».

* مختارات من شعره :
يقول الشاعر و الحقوقي و المناضل الليبي عبد السلام المسماري في قصيدته تحت عنوان ( ربيع الشعب ) ابان ١٤ / ٢ / ٢٠١١ م ، و هو يستلهمها من صدى جموع الشعب وسط متغيرات و تحولات و تطلعات يحلم بها الناس منها الحرية و المعيشة و الحياة الكريمة فيصور مشاهد و مواقف تظل في مخيلته منذ أن كان طالبا :
خريفُ الطغاةِ
البغاةُ يسقطون
أوراقاً تدوسُها أقدامُ الثائرين
شتاءُ الغض
الريحُ تزفُّ هتافَ الجموع،
نشيدُ حياةٍ لأرض العرب
ارحلْ ارحلْ يا ملعون
الشعب يريد إزاحة البغاة
تؤمِّنُ السماء:
يرحلون.. يرحلو
فرعون إثر فرعون
فالمجد للشعوبِ والبقاء
المجد للإنسان
ربيعٌ أقبل قبل الأوان.
تشبثْ بالبقاء
بعباءةِ الظلا
يا ممقتَ الضيا
اندسَّ في الرمال كالنعا
وادَّعِ الصمم
يا من رفعت من إفقارنا القصور..
أسكنتنا القبور
يا من بنيت دولة الطَغا
على جماجم الشرفاء والأشلا
حانت قيامةُ البسطا
هذه أصواتنا تدوي في السماء
تفك طوقَ الخوفِ واللُّجم
تنادي في الربو
اجلب بخيلك والرجال
رهطِك الفظي
والمخبرِ الوضيع
اجمع لحشدك من تشاء
من جِمال وبغال
و”بلطجيْ” حقير
ستهوي يا هُب
وفكر الدَّجل
في مزابل الديجور
ستهوي يا صنم!
حصاد ما زرعت من شرور
ما رملت وأثكلت من نسا
ما نشرت من فساد وبغا
في الأرض الطهور
ما ضرَبتَ من قيم
ما سجنت الأبريا
ما شردت من أبناء
ما سفكت من دما
ما قهرت من إبا
ما كتمت من أصوات
ما وأدتَ من حُلُم
يا من ألقيت أرض الخير للبوار
للشعب الخلود ولك الفناء ٠

و قد قدمنا لها أكثر من دراسة في مقالات و فصول في كتابي عن الشعر الليبي ، و من منطلق حق الصداقة نعود اليوم لنلقي بالظلال حول تجربته من زوايا إنسانية و حقوقية و إبداعية تختصر رحلته مع الحياة دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠

مدن الخوف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى