
مقال رأي | مصر… آخر الحصون في زمن التشرذم
محمود سعيد برغش
أقسم بالله، نحن في زمن التداعي، زمن تكالبت فيه الأمم علينا كما أخبرنا نبيّنا الكريم. ما يحدث ليس مجرد خلافات سياسية ولا نزاعات حدود، بل حرب عقائدية على الإسلام وأمته، تُمزق أوصالها بأيدي أبنائها، وتُزرع فيها الفتن حتى سقطت الجيوش، وتحولت الأوطان إلى ميليشيات وأحزاب.
انظروا حولكم…
اليمن، سوريا، لبنان، السودان، العراق، فلسطين، ليبيا… جميعها كانت دولًا تملك قراراتها وجيوشها، وأصبحت اليوم بقايا أحلام تتنازعها السكاكين. جُردت من قوتها، وأُغرقت في الفوضى.
أما من تبقى، فمستعمرات بقواعد أمريكية ظاهرة أو باطنة:
السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، الأردن، العراق، سوريا، تركيا… على أراضيهم قواعد أجنبية تُدير المشهد من وراء الستار.
ثم يُطالبون مصر أن تقف وحدها في وجه النيران، أن تواجه حلف الناتو وأميركا وإسرائيل وحدها، أن تكون رأس الحربة بلا ظهير ولا نصير، بينما هم يتفرجون أو يخذلون.
لكنهم نسوا من هي مصر.
مصر التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “إن جندها من خير أجناد الأرض”،
مصر التي قال عنها رب العزة: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”،
أرض تجلى الله فيها، ومشى على ترابها الأنبياء: موسى، وعيسى، ويعقوب، ويوسف، ومريم عليهم السلام.
مصر التي هزمت التتار، والصليبيين، ووقفت في وجه هتلر والمغول، وظلت رغم كل شيء، واقفة كالجبل.
اليوم، هي آخر من يملك جيشًا منظمًا في المنطقة، ولهذا، يريدون إسقاطها.
لأنهم يعلمون أن بسقوط مصر، تسقط الأمة… ويُحتل الحرم كما احتُلت القدس.
يا أمة العرب، حافظوا على ما تبقى من عزتكم.
ويا رب، اجمع شملنا على كلمة التوحيد، وانصرنا على من عادانا، وثبتنا على الحق حتى نلقاك.
-مقال رأي | مصر… آخر الحصون في زمن التشرذم