من أجل تلك اللحظة “حرب الظلال” كيف أرهقت أمريكا وبريطانيا سيناء تمهيدًا لصدام القاهرة وتل أبيب
جريدة موطني

من أجل تلك اللحظة “حرب الظلال” كيف أرهقت أمريكا وبريطانيا سيناء تمهيدًا لصدام القاهرة وتل أبيب
بقلم : د. هاني المصري
———————————-
طوال العقد الماضي، ظلت سيناء المصرية ساحةً ملتهبة ينهشها الإرهاب من جهة، وتتصدى لها قوات الجيش المصري من جهة أخرى. لكن مع كل عملية أمنية ناجحة، ظلّت أسئلة شائكة تطفو على السطح:
من يموّل؟ من يدرب؟ ومن يريد إنهاك مصر؟
في هذا السياق، تبرز اتهامات متزايدة تتجه نحو الولايات المتحدة وبريطانيا، بصفتهما قوتين استعماريتين سابقتين وحليفتين لإسرائيل، بأنهما سهلتا – بشكل مباشر أو غير مباشر – انتشار ميليشيات متطرفة في سيناء، ضمن مخطط طويل الأمد لتفتيت قدرة الجيش المصري، وتهيئة المسرح لمعادلة جديدة قد تبدأ بصدام مفتوح.
أولًا: سيناء… الهدف الاستراتيجي
تقع على بوابة قناة السويس، وتتحكم في معبر رفح الحدودي.
تشكّل خط دفاع أول ضد أي تهديد من الشرق.
تعني السيطرة عليها تفكيك العمق الأمني المصري، وإضعاف قدرة القاهرة على المناورة.
من هنا، يصبح منطق “الإنهاك طويل المدى” مفهوماً في سياق استراتيجي غربي يرى مصر لاعبًا يصعب تطويعه بسهولة.
ثانيًا: واشنطن… شريك في العلن، خصم في الخفاء؟
رغم الشراكة الأمنية والعسكرية بين الولايات المتحدة ومصر، فإن كثيرًا من التحليلات ترى تناقضًا في المواقف:
تقارير استخباراتية (مسرّبة) كشفت أن واشنطن كانت تعلم بتحركات ميليشيات في سيناء، ولم تتدخل.
التمويل الأمريكي المشروط للجيش المصري، كثيرًا ما تم استخدامه كأداة ضغط، بالتزامن مع اشتداد الهجمات الإرهابية.
وجود طائرات استطلاع أمريكية فوق سيناء، رُصدت مرارًا، يطرح تساؤلات: هل كانت تراقب أم توجّه؟
ثالثًا: لندن… سياسة الأبواب الخلفية
بريطانيا تحتضن العديد من الشخصيات المتهمة بدعم جماعات متطرفة.
تغاضيها عن نشاط جمعيات مشبوهة، وعدم تسليم متهمين لمصر، يفتح باب الشكوك.
دعمها الإعلامي والسياسي لبعض الجماعات الإسلامية ساهم في خلق بيئة روحية تبرر العنف المسلح.
رابعًا: لماذا الآن؟ ما الرابط بالتصعيد مع إسرائيل؟
السيناريو الأكثر تداولًا:
“الولايات المتحدة وبريطانيا ساهمتا في إنهاك مصر عبر بوابة سيناء، تمهيدًا للحظة الصدام الكبرى، حين تصبح القاهرة مضطرة للدخول في مواجهة مفتوحة مع تل أبيب، وسط جيش مجهد وجبهة داخلية مُرهقة.”
التصعيد الأخير في معبر رفح، وتهديد إسرائيل بتوسيع عمليتها العسكرية، قد يكون بداية هذه اللحظة الفارقة.
خامسًا : تساؤلات بلا إجابة رسمية
لماذا لم تُقدم أمريكا أو بريطانيا دعمًا فعّالًا لمصر في حربها على الإرهاب بسيناء؟
لماذا أمتنعت أمريكا ودول اوروبا عن تقديم الاسلحة والذخائر للجيش المصري لتقييد قوته في مواجهة المليشيات الارهابية ؟
هل كان السماح بنمو التنظيمات الإرهابية سياسة متعمدة لإبقاء مصر “مشغولة داخليًا”؟
وهل المواجهة المقبلة ستفضح أدوارًا كانت تُدار خلف الستار؟
ختاماً
في عالم لا تحكمه النوايا بل المصالح، يبقى دعم الإرهاب وسيلة قذرة لتحقيق أهداف جيوسياسية.
وما بين واشنطن ولندن وتل أبيب… قد تكون سيناء مجرد خطوة في رقعة شطرنج أكبر، تُدفع فيها القاهرة إلى معركة لم تكن تختار توقيتها.
من أجل تلك اللحظة “حرب الظلال” كيف أرهقت أمريكا وبريطانيا سيناء تمهيدًا لصدام القاهرة وتل أبيب