Uncategorized

من لا يملك وطنًا… لا يعرف طعم الحياة

من لا يملك وطنًا… لا يعرف طعم الحياة

 

بقلم . عبدالحميد نقريش :

الوطن ليس سلعة تُشترى وتُباع، ولا يافطة تُبدَّل عند اختلاف المصالح والاتجاهات. الوطن هو الكيان، والهوية، والملاذ الأول والأخير. هو التاريخ والحضارة، وهو الحاضر الذي نعيش فيه، والمستقبل الذي نستودعه أبناءنا.
الوطن… هو كل شيء.
لقد سالت دماء زكية وطاهرة على ثرى هذا الوطن، دماء شهداء أبطال لم يترددوا لحظة في تقديم أرواحهم فداءً لمصر، كي يبقى العلم مرفوعًا، والسيادة محفوظة، والكرامة مصانة. هؤلاء الشهداء لم يكونوا غرباء ولا مقاتلين مأجورين، بل آباء وأبناء وأزواجًا وأصدقاء، تركوا خلفهم أحلامًا معلقة، وأطفالاً في أعمار الزهور، وزوجاتٍ يتكئن على الله حين يغيب السند، وأمهاتٍ جفّت دموعهنّ من طول الانتظار.
أيّ عظمة تلك التي يسكنها شهيد في قلبه حين يختار الموت ليحيا وطنه؟!
أيّ شرف هذا الذي يجعل الإنسان يترك دفء البيت وحنان الأسرة ليقف في وجه الموت دفاعًا عن الوطن
هؤلاء هم الأبطال… وهم الأحياء عند ربهم يُرزقون، وعندنا باقون في القلب والضمير والوجدان.
لكن ما يحزّ في النفس أن هناك من يأكل من خيرات الوطن، ويشرب من مائه، ويترعرع في أرضه، ثم يطعنه بخنجر الغدر… من لا يرى في الوطن سوى فرصة للثراء أو منصّة للانتقام.
منهم من يخطأ في حق الوطن ـ إن صحّ ذلك ـ ويريد أن يُشعل فيه النيران، وأن يهدم المعبد فوق الجميع!
فهل يُصلَح الوطن بالخراب؟! وهل تُبنى الدول على كراهيةٍ وانتقام؟!
إن الوطن ليس ملكًا لأحد، بل هو أمانة في أعناق الجميع.
ومن ظن أن خيانته تمرّ بلا حساب، فليعلم أن التاريخ لا يرحم، وأن تراب الوطن لا يغفر…
ومن لا وطن له، لا حياة له.
أما أولئك الذين لا يشعرون بقيمة الوطن، فليسألوا اللاجئين والمبعدين والمنفيين قسرًا، كيف تبدو الأرض حين تفقد عنوانها، وكيف يصبح الإنسان رقمًا في قوائم الشتات.
أن تكون لك أرض تمشي عليها بحرية، وسقف يأويك، وحدود تحميك، وعَلم تفتخر به… فتلك نعمة لا تُقدَّر بثمن.
ولنا في مصر عزاء وفخر، فمصر التي ذكَرها الله في كتابه الكريم، ما تزال واقفة، صامدة، تنفض عنها غبار المؤامرات، وتكسر أنياب الفتن.
جيشها حامٍ لا يُساوَم، وشرطتها عينٌ لا تنام، وقيادتها تسير بسفينة الوطن وسط أمواج عاتية، ورغم كل شيء… ما زالت تمضي.
لهذا، نقولها بالفم الملآن:
تحيا مصر، وتحيا دماء الشهداء التي لم تذهب هدرًا، وتحيا إرادة هذا الشعب الذي لا ينكسر.
ولمن خان… لا عذر لكم.
ولمن أخطأ وتاه… عودوا إلى حضن الوطن قبل أن يُقفل الباب.
ولمن يحب هذا الوطن… لا تتوقفوا عن البناء، عن الحلم، عن الأمل.
وندعو من أعماق قلوبنا:
اللهم احفظ مصر، وأهلها، وجيشها، وشرطتها، وقيادتها. اللهم اجعلها حصنًا منيعًا ضد كل من أراد بها شرًا، وأدم علينا نعمة الأمن والاستقرار.
الوطن لا يُصان بالكلام، بل بالدم والعمل والوفاء

 

من لا يملك وطنًا… لا يعرف طعم الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى