قصة

نجمة عمياء .

جريدة موطني

نجمة عمياء .

كانَ ليلاً لم أشاهِد مثلُ ذاك الليل ِ حَلكة .

سكون ٌ رهيب ،لا صوتَ يُسمعُ سوى حَفيفِ الغصون ،

وصوت الهواءِ يكاد ُ ينزع عباءة َ جذوع ِ الشّجر ، من قوتهِ حيثُ أنهُ قبل َ أيام نزعَ اللباسَ الأخضرَ عن غصونها ،وكسّرَ أغلبَ عيدانِها الرقيقة.

وهنا في حديقتي حيث ُ جمعتُ بعضَ الورودِ الهجينةِ ، التي تقاوم ُ الهواءَ ،وتقاوم الصقيعَ ،

كلّما نظرت ُ إليها عن قرب أسمعُ مناجاتها، أنينها ، حنينها ، كأنها تقول لي ليتَ الهواءَ يخفُّ قليلاً ،ورذاذُ المطر ِ ،يبعدُ عني لأنّ عطري نفذ، فقد أخذته المياه ،وتناقلته السّواقي .

كان ليلاً يشبهُ الجنون ، ظلامٌ لا مثيلَ له ، كأنّ الزمانَ انتهى وأتى يوم ُ الحساب .

ورغمَ كلّ شيءٍ لم يعد من أملٍ يساندني ، وكنت داخل دوامة 🌀 متاهة ، ظلمة ، لا شيئ أبيض أو لون فاتح يحول الظلام إلى نور .

فجأة ظهرت نجمة من لؤلؤات السماء، وأغدقت نورها وبريقها ، وأعادت الأنس إلى ظلام الليل ، كأنني أنظر إلى نجمة عمياء بعثرت نورها إلى كلَّ الجهات .

مهدي خليل البزال .

6/8/2023.

نجمة عمياء .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار