
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠
” وأبيض يستسقى الغمام بوجهه “
أبو طالب يمدح محمد صلى الله عليه و سلم ٠
” اذهب يابن أخى فقل ما أحببت فوالله لا أسلمتك لشيء أبدا ” ٠
” يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُّ فَقْدَك !! ٠ “
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
هذه مقاطع من كتابي تحت عنوان ( لقطات من إيذاء المشركين للنبي و الذين معه ) قطفت منها بعض المواقف و المشاهد و لا سيما دور عمه أبي طالب في كفالته و تربيته و الدفاع عنه و دعمه في نشر دعوة الإسلام هكذا ٠٠
و إلى هنا نختصر اللقطات على النحو التالي ٠٠
عمه أبو طالب :
هو طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، سيد قريش، عم الرسول محمد وكافله وناصره وحاميه، كان أبو طالب منيعًا عزيزًا في قريش، وسيدًا شريفًا مطاعًا مهيبًا.
لقد كفله بعد موت جده عبد المطلب و قد أوصاه به خيرا
و كان ذا أولاد كثر و رقيق الحال و تربى مع جعفر و عقيل و علي
وزادت البركة ٠٠
و عندما كبر كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم ثم أراد أن يسافر مع عمه أبي طالب إلى الشام في رحلة التجارة وهو ابن تسع سنين أو ما فوقها ٠٠
و أثناء خروج أبي طالب إلى الشام مع قافلة قريش للتجارة، وتهيّأ للرحيل وأجمع السير انتصب له رسول الله صلى الله عليه وآله وتشبث بزمام الناقة وقال :
“يا عم على من تخلفني، لا على أم ولا على أب” .
فرقّ له أبو طالب وأخرجه معه وقال :
والله لأخرجنّ به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبداً.
و أرسلت السيدة خديجة رضي الله عنها تخطب رسول الله لأمانته و حسن خلقه و قد رغب فيها أيضا ٠
و جاء أبو طالب يخطبها له ٠٠
فقال أشهر خُطبة زواج في التاريخ :
الحمد لله الذى جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلدًا حرامًا وبيتًا محجوجا، وجعلنا الحكّامَ على النّاس، ثمّ إنّ محمّدَ بنّ عبدِالله من لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه برًّا وفضلا وكرما وعقلا وإن كان فى المال قُلٌّ، فإنّ المال ظلٌّ زائلٌ، وعارية مسترجعة، وله فى خديجة بنتِ خويلدِ رغبة، ولها فيه مثل ذلك ..
و حينما نزل عليه الوحي وصدع بالدعوة تعرض للأذى و مسلسل الاضطهاد من مشركي مكة و صناديد قريش و ،كم عانى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من من أجل نشر الدعوة الإسلامية ٠
و يدعو سرا و جهرا ، من ثم وجد حماية و عصمة من الله عز وجل ٠
و قد دافع عنه عمه أبو طالب، الذى رباه صغيرا ودافع عنه كبيرا، فما الذى يقوله النبي محمد صلى الله عليه و سلم لعمه ابي طالب ٠٠
عندما دعا إلى التوحيد ، اجتمعت قريش بعمه أبى طالب القائم فى منعه ونصرته وحرصهم عليه أن يسلمه إليهم فأبى عليهم ٠٠
بعد أن رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شىء أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلهتهم، ورأوا أن عمه أبو طالب قد حدب عليه، وقام دونه فلم يسلمه لهم، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبى طالب، عتبة، وشيبة وأبو سفيان ، وأبو البخترى ، وأبو جهل والوليد بن المغيرة ٠٠
فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه؟
فقال لهم أبو طالب: قولا رفيقا، وردهم ردا جميلا، فانصرفوا عنه.
ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ما هو عليه، يظهر دين الله، ويدعو إليه، ثم سرى الأمر بينهم وبينه حتى تباعد الرجال وتضاغنوا.
وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها فتذامروا فيه وحضَّ بعضهم بعضا عليه، ثم أنهم مشوا إلى أبى طالب مرة أخرى.
فقالوا له: يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك فى ذلك حتى يهلك أحد الفريقين – أو كما قالوا له – ثم انصرفوا عنه، فعظم على أبى طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خذلانه.
وأن قريشا حين قالوا لأبى طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له:
يا ابن أخى إن قومك قد جاءوني، فقالوا: كذا وكذا الذى قالوا له، فابق على وعلى نفسك، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق.
قال: فظن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قد بدا لعمه فيه بدو وأنه خاذله ومسلمه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه.
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
“يا عم والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته”.
قال: ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب.
فقال: أقبل يابن أخي، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: اذهب يابن أخى فقل ما أحببت فوالله لا أسلمتك لشيء أبدا.
ثم أن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإسلامه وإجماعه لفراقهم فى ذلك وعداوته مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له – فيما بلغنى :
يا أبا طالب، هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى فى قريش وأجمله، فخذه، فلك عقله ونصره، واتخذه ولدا فهو لك؟ وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذى قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامنا فنقتله فإنما هو رجل برجل!
قال: والله لبئس ما تسومونني؟ أتعطوننى ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابنى فتقتلونه! هذا والله ما لا يكون أبدا.
قال: فقال المطعم بن عدى :
والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكره، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا؟
فقال أبو طالب للمطعم:
والله ما أنصفوني، ولكنك قد أجمعت خذلانى ومظاهرة القوم على فاصنع ما بدا لك – أو كما قال – فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، ونادى بعضهم بعضا.
حتى تم نصر و توفى عمه أبو طالب فحزن رسول الله عليه و سمى هذا العام عام الحزن حيث مات عمه و ماتت زوجته خديجة رضي الله عنهما ٠
و قد قال في حقها من باب الوفاء ٠٠
” آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء ” ٠
و قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه أبي طالب :
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً تضافروا على أذيته وتجهموا به قال :
(يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُّ فَقْدَك).
و نختم بتلك الأبيات لعمه ابي طالب في مدح ووصف محمد صلى الله عليه و سلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثِمال اليتامى عصمة للأرامل
يلـــوذ به الهلّاك من آل هاشم فهم عنده في نعمــ[ هذا عم النبي أبو طالب ]
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠
” وأبيض يستسقى الغمام بوجهه “
أبو طالب يمدح محمد صلى الله عليه و سلم ٠
” اذهب يابن أخى فقل ما أحببت فوالله لا أسلمتك لشيء أبدا ” ٠
” يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُّ فَقْدَك !! ٠ “
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
هذه مقاطع من كتابي تحت عنوان ( لقطات من إيذاء المشركين للنبي و الذين معه ) قطفت منها بعض المواقف و المشاهد و لا سيما دور عمه أبي طالب في كفالته و تربيته و الدفاع عنه و دعمه في نشر دعوة الإسلام هكذا ٠٠
و إلى هنا نختصر اللقطات على النحو التالي ٠٠
عمه أبو طالب :
هو طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، سيد قريش، عم الرسول محمد وكافله وناصره وحاميه، كان أبو طالب منيعًا عزيزًا في قريش، وسيدًا شريفًا مطاعًا مهيبًا.
لقد كفله بعد موت جده عبد المطلب و قد أوصاه به خيرا
و كان ذا أولاد كثر و رقيق الحال و تربى مع جعفر و عقيل و علي
وزادت البركة ٠٠
و عندما كبر كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم ثم أراد أن يسافر مع عمه أبي طالب إلى الشام في رحلة التجارة وهو ابن تسع سنين أو ما فوقها ٠٠
و أثناء خروج أبي طالب إلى الشام مع قافلة قريش للتجارة، وتهيّأ للرحيل وأجمع السير انتصب له رسول الله صلى الله عليه وآله وتشبث بزمام الناقة وقال :
“يا عم على من تخلفني، لا على أم ولا على أب” .
فرقّ له أبو طالب وأخرجه معه وقال :
والله لأخرجنّ به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبداً.
و أرسلت السيدة خديجة رضي الله عنها تخطب رسول الله لأمانته و حسن خلقه و قد رغب فيها أيضا ٠
و جاء أبو طالب يخطبها له ٠٠
فقال أشهر خُطبة زواج في التاريخ :
الحمد لله الذى جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعل لنا بلدًا حرامًا وبيتًا محجوجا، وجعلنا الحكّامَ على النّاس، ثمّ إنّ محمّدَ بنّ عبدِالله من لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه برًّا وفضلا وكرما وعقلا وإن كان فى المال قُلٌّ، فإنّ المال ظلٌّ زائلٌ، وعارية مسترجعة، وله فى خديجة بنتِ خويلدِ رغبة، ولها فيه مثل ذلك ..
و حينما نزل عليه الوحي وصدع بالدعوة تعرض للأذى و مسلسل الاضطهاد من مشركي مكة و صناديد قريش و ،كم عانى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من من أجل نشر الدعوة الإسلامية ٠
و يدعو سرا و جهرا ، من ثم وجد حماية و عصمة من الله عز وجل ٠
و قد دافع عنه عمه أبو طالب، الذى رباه صغيرا ودافع عنه كبيرا، فما الذى يقوله النبي محمد صلى الله عليه و سلم لعمه ابي طالب ٠٠
عندما دعا إلى التوحيد ، اجتمعت قريش بعمه أبى طالب القائم فى منعه ونصرته وحرصهم عليه أن يسلمه إليهم فأبى عليهم ٠٠
بعد أن رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شىء أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلهتهم، ورأوا أن عمه أبو طالب قد حدب عليه، وقام دونه فلم يسلمه لهم، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبى طالب، عتبة، وشيبة وأبو سفيان ، وأبو البخترى ، وأبو جهل والوليد بن المغيرة ٠٠
فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه؟
فقال لهم أبو طالب: قولا رفيقا، وردهم ردا جميلا، فانصرفوا عنه.
ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ما هو عليه، يظهر دين الله، ويدعو إليه، ثم سرى الأمر بينهم وبينه حتى تباعد الرجال وتضاغنوا.
وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها فتذامروا فيه وحضَّ بعضهم بعضا عليه، ثم أنهم مشوا إلى أبى طالب مرة أخرى.
فقالوا له: يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك فى ذلك حتى يهلك أحد الفريقين – أو كما قالوا له – ثم انصرفوا عنه، فعظم على أبى طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خذلانه.
وأن قريشا حين قالوا لأبى طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له:
يا ابن أخى إن قومك قد جاءوني، فقالوا: كذا وكذا الذى قالوا له، فابق على وعلى نفسك، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق.
قال: فظن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قد بدا لعمه فيه بدو وأنه خاذله ومسلمه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه.
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
“يا عم والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته”.
قال: ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب.
فقال: أقبل يابن أخي، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: اذهب يابن أخى فقل ما أحببت فوالله لا أسلمتك لشيء أبدا.
ثم أن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإسلامه وإجماعه لفراقهم فى ذلك وعداوته مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له – فيما بلغنى :
يا أبا طالب، هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى فى قريش وأجمله، فخذه، فلك عقله ونصره، واتخذه ولدا فهو لك؟ وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذى قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك، وسفه أحلامنا فنقتله فإنما هو رجل برجل!
قال: والله لبئس ما تسومونني؟ أتعطوننى ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابنى فتقتلونه! هذا والله ما لا يكون أبدا.
قال: فقال المطعم بن عدى :
والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكره، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا؟
فقال أبو طالب للمطعم:
والله ما أنصفوني، ولكنك قد أجمعت خذلانى ومظاهرة القوم على فاصنع ما بدا لك – أو كما قال – فحقب الأمر، وحميت الحرب، وتنابذ القوم، ونادى بعضهم بعضا.
حتى تم نصر و توفى عمه أبو طالب فحزن رسول الله عليه و سمى هذا العام عام الحزن حيث مات عمه و ماتت زوجته خديجة رضي الله عنهما ٠
و قد قال في حقها من باب الوفاء ٠٠
” آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء ” ٠
و قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه أبي طالب :
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً تضافروا على أذيته وتجهموا به قال :
(يا عم ما أسرع ما وَجَدْتُّ فَقْدَك).
و نختم بتلك الأبيات لعمه ابي طالب في مدح ووصف محمد صلى الله عليه و سلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثِمال اليتامى عصمة للأرامل
يلـــوذ به الهلّاك من آل هاشم فهم عنده في نعمــة وفواضل ٠
و على الله قصد السبيل ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠ة وفواضل ٠
و على الله قصد السبيل ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠