هل الوثائق الأمريكية المسربة المقصود منها فضح بعض الدول؟
نبيل أبوالياسين: هل الوثائق الأمريكية المسربة المقصود منها فضح بعض الدول؟
تحرير /منة العبد
لقد أحدثت الوثائق الأمريكية الخطيرة المسربة ضجة على منصات التواصل الإجتماعية، وتناولتها الصحف العربية والغربية على نطاق واسع وغير مسبوق، وأدت هذه التسريبات المزعومة الواسعة النطاق لوثائق سرية من “البنتاغون” إلى قيام الولايات المتحدة بواجب التنظيف في الوقت الذي تكافح فيه الكشف عن مدىّ إختراق الوكالات الأمريكية لمنافذ المخابرات الروسية والتجسس على الحلفاء، فضلاًعن: إتساع التسرب والضرر الذي أحدثه لم يتحقق بالكامل بعد، وتم نشر عشرات الوثائق في فبراير شباط ومارس، والتي وصفت بأنها سرية للغاية، على منصات التواصل الإجتماعي بشكل غير مسبوق، وربما يتم تداول مئات أخرىّ على منصات متخصصة أخرىّ على الإنترنت فمن وراء كل هذا؟، وهل المقصود من التسريبات التي وصفها البعض بأنها في غاية الخطورة هو فضح بعض الدول؟.
وتتصارع إستخبارات الدول الآن مع هروب المعلومات الإستخباراتية التي يمكن إستخدامها كخريطة طريق لتحديد كيفية قيام الولايات المتحدة بجمع المعلومات حول الجهود الروسية في أوكرانيا!، وبعض الدول منها دول عربية، وكيف يمكنهم قطعها؟، وفي غضون ذلك، كان على حلفاء الولايات المتحدة، حتى لو كانوا مدركين جيداً أنهم يخضعون للمراقبة من قبل قوىّ أجنبية!، وأن يواجهوا علناً ما تم الكشف عنه في الوثائق،
وإنه يظهر أنواع الأشياء التي يُنظر إليها بالفعل.
وألفت: في مقالي إلى ماقالة “لاري فايفر”، المدير السابق لغرفة العمليات في البيت الأبيض ورئيس موظفي وكالة المخابرات المركزية، لصحيفة “ذا هيل” الأمريكية، إن التسريبات تُظهر أنواع الأشخاص الذين نستهدفهم ونعترضهم بالفعل، والبلدان التي نستهدفها ونعترضها،
ومن المحتمل أن يكون الكشف عن المصادر والأساليب مقصودة، رغم إنها لها تأثير على الثقة بيننا وبين بعض أصدقائنا،،لذلك أعتقد أن التسريبات الأخيرة خطيرة وسيئة للغاية وفق ماقال.
ولا تزال وزارة الدفاع، والإستخبارات الأمريكية يقيِّمون صحة الوثائق والأضرار الناجمة عن التداعيات، ولكن نائب المتحدث بأسم وزارة الخارجية الأمريكية”فيدانت باتيل” قال: يوم الاثنين الماضي إنه “لا شك” في أن تسريب الوثائق يمثل خطراً على المواطن الأمريكي في المرتبة الأولىّ، وأضاف” باتيل” بينما يعمل “البنتاغون” على تقييد الوصول إلى المعلومات الحساسة، وتعمل وكالات أخرىّ على التخفيف من هذا التأثير الذي يمكن أن يحدثه إصدار هذه الوثائق على الأمن القومي للولايات المتحدة، فضلاًعن؛ التأثير الذي يمكن أن يحدثه على حلفائنا و شركاءنا.
كما ألفت: إلى أن الوثائق المسربة التي توضح معلومات عن توقيت الضربات الجوية الروسية في أوكرانيا، وحتى أهدافها، وتوضح مدىّ قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى مختلف الوكالات الروسية،
وأستغرب من أن رغم الشيء المذهل بشأن تسريب الوثائق ومدىّ جودة معلوماتها الإستخباراتية!، ولكن الشيء السيئ هو كيف لا يمكن للولايات المتحدة التي تعتبر قوى عظمىّ الإحتفاظ بهذة الأسرار، وماهو الدافع من وراء تسريبها، وما يبرزه أيضاً حول هذا التسريب الإستخباراتي الخطير، مقارنةً بالتسريبات السابقة، وهو التداعيات المحتملة على حرب تنتقل إلى أهم مراحلها حتى الآن، وقبل الهجوم المضاد الكبير من قبل أوكرانيا، رغم أنه قد يكون له تداعيات على نجاح هذا الهجوم.
وأجد أن من بين تقييمات الأضرار المحتملة من بين التسريبات لتلك الوثائق السرية الخطيرة، هي محاولة معرفة كيف يمكن لروسيا أن تجمع المعلومات من هذه الوثائق معاً لمصلحتهم التكتيكية أو العملياتية، ومن الناحية الإستراتيجية، مازلت أعتقد أن هذا لا يغير شيئاً “لـ”روسيا على طريق الخسارة، ولن يعيدوا أوكرانيا، ولن يسيطروا علىها، وأن تفاصيل المخزونات العسكرية الأوكرانية، ومواقع المعركة المذكوره في الوثائق يمكن أن يستغلها الروس، لكن هذا شيئ يمكن لأوكرانيا الإستفادة منه أيضاً أثناء سعيها لمزيد من المساعدة، وإذا كان هناك أي شيء آخر، فأنة يعطي دفعة للغرب لتقديم المزيد من المساعدة بشكل أسرع لأوكرانيا.
ويوجد عنصر آخر من عناصر التسرب الإستخباراتي هو إحتمال قيام أوكرانيا أو الولايات المتحدة بتقويض وإستغلال إنعدام الأمن بين القيادة الروسية لتأجيج الإقتتال الداخلي، وفي المجتمع الروسي، وخاصة أن هناك الكثير من الجوجيتسو النفسي يحدث يحدث الآن بين القيادات وداخل المجتمع في آنٍ وَاحِدٍ.
ومن بين الوثائق التي تم نشرها عبر الإنترنت معلومات إستخبارية سرية للغاية، وأساسية عن حلفاء الولايات المتحدة، أبرزهم إسرائيل وكوريا الجنوبية، ودول أخرىّ من بينها دول عربية، مع بعض التقييمات التي تبحث في مداولات الدول المتعلقة بمساعدة أوكرانيا، وبحسب ما ورد في الوثائق، أنه كانت كوريا الجنوبية تدرس مخططاً، تحت ضغط أمريكي، لبيع مدفعية إلى دولة ثالثة يمكن نقلها إلى أوكرانيا، فضلاًعن؛ مشاركة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان يعتبر نادر جداً من الموساد، وجهاز المخابرات الخارجية السرية في البلاد، وتم نفى هذا في التقارير الصحفية عن أن المخابرات الأمريكية حددت الوكالة على أنها تشجع المشاركة في الإحتجاجات ضد خطط الحكومة الإسرائيلية لإصلاح القضاء.
وجاء في بيان النفي أن الموساد وكبار مسؤوليه لم يشجعوا، ولا حتى أفراد الجهاز على الإنضمام إلى المظاهرات ضد الحكومة أو المظاهرات السياسية أو أي نشاط سياسي أخر، وفي غضون ذلك، تخطط كوريا الجنوبية لمطالبة الولايات المتحدة بإتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن التسريبات، وفق شبكة”إن بي سي نيوز” عقب إحاطة مع مسؤول حكومي أمريكي، ويأتي الكشف عن تجسس الولايات المتحدة على “كوريا الجنوبية” قبل سفر رئيس كوريا الجنوبية “يون سوك يول” إلى واشنطن للإحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس كوريا والولايات المتحدة”التحالف”، حيث سيشارك في زيارة أمريكا ويلقي كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس.
وأُشير: في مقالي إلى إنه الموقف الأمريكي أصبح محرج للغاية، وأعتقد أن معظم حكومات الدول، والمجتمعات
هل الوثائق الأمريكية المسربة المقصود منها فضح بعض الدول؟