هنا نابل
بقلم المعز غني
” شبكة التواصل الإجتماعي” الفايسبوك والأخطار المنجرة عنها ….!؟
في زمنٍ غابت فيه الجدران عن البيوت ، وسقطت الأبواب أمام عوالمٍ إفتراضيةٍ مثل : الفايسبوك- الماسنجر- التويتر- التيك توك والواتس.اب ) التي لا تعرف حدودًا ولا رقابة ، أصبح الخطر يزحف إلينا لا من الطرقات ، بل من الشاشات …
ذلك العالم الأزرق الذي وُلد ليقرّب المسافات ، فإذا به يُباعد بين القلوب ، ويفتح منافذ للفتن والفراغ والضياع .
كم من أبٍ اليوم يغلق بابه بإحكامٍ ، ظانًّا أنه يحمي بيته من الغرباء ، غير مدركٍ أن الغرباء يدخلون إليه كل مساء في هيئة “أصدقاء”، يتسلّلون عبر كلماتٍ بريئة وصورٍ عابرة ، يزرعون في العقول أفكارًا ، وفي القلوب نارًا لا تُطفأ بسهولة .
الفايسبوك …
هذا العالم الإفتراضي العجيب والغريب في نفس الوقت ،
هو مرآة عاكسة لواقعنا ، لكنه أيضًا فخّ لمن لم يتقن فنّ التعامل معه .
كم من بيوتٍ تهدّمت بسبب رسالة ، وكم من أسرٍ تمزّقت بسبب إعجابٍ أو تعليقٍ لم يُحسب حسابه .
وكم من فتاةٍ غرّر بها بكلمةٍ منمّقةٍ أو وعدٍ كاذبٍ في ظلمة الشاشة ، فدفعت أغلى الأثمان من كرامتها وسمعتها.
أيها الأب ، أيها الأخ ، أيها الإنسان :
ليست الرجولة في غلق الأبواب الخشبية ، بل في فتح أبواب الحوار والتربية والثقة والرقابة الواعية .
علّم أبناءك أن العالم الرقمي ليس بريئًا كما يبدو ، وأن الأمان الحقيقي ليس في الحذر وحده ، بل في القيم التي تُزرع في النفوس .
لقد غدت هذه المواقع اليوم سلاحًا ذا حدّين : من أحسن إستعمالها ربح العلم والتواصل والمعرفة ، ومن أساء التعامل معها خسر نفسه وأهله .
فاحذروا …
وأستيقظوا قبل أن تضيع الأسر في بحرٍ من الإفتراضية ، لا يُنقذ منه إلا الوعي والإيمان والتربية الصالحة .
نسأل الله أن يحفظ بيوتنا من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .
هنا نابل
✍️ بقلم المعز غني عاشق الترحال وروح الاكتشاف


