يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم ما بعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح فاز وظفر بالمطلوب وإن فسدت، فقد خاب وخسر” رواه الترمذي، فيا تاركا لصلاة الفجر ويا مضيعا لعظيم الأجر، ألم تعلم أن الله شديد العقاب، ألم تعلم أن عذاب الله تعالي أشد وأبقى ؟ فارحم نفسك من عذاب لا تموت فيه ولا تحيا، ارحم ضعفك وتذكر سلطان الله عليك، أترضى بالنار قرارا لك بدلا من الجنة، فيقول أحد المغسلين للموتى.
وقد جيء بميت يحمله أبوه وإخوانه ودخلنا لتغسيله فبدأنا بتجريده من ملابسه، فإذا هو جثة نقلبها بأيدينا، ولقد أعطاه الله بياضا ناصعا في بشرته وبينما نحن نقلب الجثة وفجأة وبدون مقدمات انقلب لونه كأنه فحمة سوداء، فتجمدت يداي وشخصت عيناي خوفا وفزعا فخرجت من مكان التغسيل وأنا خائف مذعور، فسألت أبوه ما شأن هذا الشاب؟ فقال إنه كان لا يصلي، فيقول المغسل فقلت له خذوا ميتكم فغسلوه، فرفض المغسل أن يغسله ورفض الإمام أن يصلي عليه، إنا لله وإنا إليه راجعون، لا إله إلا الله، لا يُغسل ولا يُصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، فماذا يُفعل به ؟ يُذهب به إلى الصحراء ويحفر له حفرة ويقذف فيها ويُهال عليه التراب حتى لا يؤذي المسلمين برائحته، فأي نهاية سيئة لهذا العبد، فقال الله تعالى ” ولا تصل على أحد مات منهم أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ”
وقال تعالي ” فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ” فيا أيها الأخوة كم هم الذين يتهاونون بصلاة الجمعة فلا يصلونها ظنا منهم بعدم وجوبها وتكاسلا عن إتيانها بسبب السهر والنوم الطويل، والله تعالى يقول ” يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ” رواه مسلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” من ترك ثلاث جُمع تهاونا طبع الله على قلبه ” رواه أحمد، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم ” رواه مسلم، فالله الله أيها المسلمون بالمحافظة على الصلاة والإهتمام بها فهي الفارقة بين الإسلام والكفر والشرك.
فقال ابن حزم جاء عن عمر بن الخطاب وعبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ” أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد ” فاللهم آتي نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك اللهم من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم وأصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا واعدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا واجعلنا مباركين أينما كنا، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين.
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة