بعد رحله طويله في محراب العلم تخرج محروس من كليه الهندسه بعد معاناه طويله ورحله كفاح في سبيل الحصول علي البكالوريوس. كان يؤمن بان الطريق الوحيد لتحسين احواله الماديه و الاجتماعيه هو تخرجه من إحدى كليات القمه لم يأبه بانه تساوي مع من حصل علي مجموع متدني في الثانويه العامه و دخل جامعه خاصه واصبح زميل له. هي معادله عادله هو دفع الثمن اجتهاد و الاخرون دفعوا اموال
و ايقن ان تعليمه في جامعه حكوميهو تفوقه سيحقق له الافضليه في الحصول علي عمل. في البدايه ارسل سيرته الذاتيه الي بعض الشركات التي تتطلب زيرو خبره
و حتي ارسلت له احدي الشركات طلب للتعيين مباشره و ذهب محروس الي الشركه لكسب الخبره و نزول سوق العمل وكما قال له والده احسن من القاعده
لم يكن المرتب جيدا و ساعات العمل التي تتعدي العشر ساعات. كان يصبر نفسه بانه في اول الطريق و يحتاج الي الخبره و مرت الشهور ووالده يمده ببعض الاموال حتي يتمكن من الاستمرار في العمل ولكن احساسه بان الوقت سيضيع في هذا المكان الذي يمتص من عرقه و جهده و شبابه بمقابل لايسمن و لايغني من جوع
بدا في البحث عن فرصه عمل اخري في الخارج مرددا المثل ضربه بالمرزبه ولا عشره الشاكوش حتي وجد ضالته في احدي شركات التوظيف في الخليج
وتم تحديد موعد لتقديم الاوراق. ذهب الي الشركه و قدم اوراقه و حددت له الشركه موعد لمقابله صاحب الشركه الخليجي
الذي اتي لعمل الانترفيو بنفسه ووجد الالاف في انتظار تلك الفرصه تصطف في طوابير املا في العمل في الخليج.
حدد دكتور نايف جامعات معينه لحضور الانترفيو و عندما نظر من خلال الكاميرا علي المتبقي وجد ان مازال هناك زحام
فاجري تصفيه اخري بان المطلوب جيد جدا فما فوق علي ان تكون الاولويه لحمله الماستر و الدكتوراه
كان دور محروس متاخرا حتي وصل الي دكتور نايف ووجد الاسئله سهله وتعجب كيف لدكتور في الهندسه يسال تلك الأسئلة البسيطه و لكنه اكتشف من خلال الحوار معه ان دكتور. نايف طبيب اسنان وهجر الطب و افتتح مؤسسه صناعيه و تجاريه كبري مع اخوته في ذلك البلد الخليجي
تم قبول محروس للعمل مقابل دفع مبلغ مالي مقابل التاشيره و عقد العمل و سمسره مكتب التوظيف. طلب محروس مهله يومين لتجميع المبلغ وذهب الي اسرته التي ساهم كل فرد فيها في توفير المبلغ المطلوب و تذاكر السفر. سافر محروس الي الشركه الخليجيه ووجد معظم من فيها من نفس محافظته. ولكن حدثت الكثير من المفاجأت التي عكرت صفو العمل بدايه من ان صاحب الشركه لم يلتزم بالمرتب المكتوب في العقد و خفضه بدرجه كبيره. كان محروس في غايه الاسي من هذا التصرف خاصه انه في حاله رفضه العمل سيعود الي بلده يجر ذيول الخيبه و الفشل. قرر ان يكمل في العمب حتي يستطيع ان يعوض الخسائر التي تكلفها من ذلك التعاقد اللعين.
كانت الظروف المعيشيه صعبه خاصه ان السكن مزدحم العاملين المختلفين في العادات و الثقافات و الطباع. وكان عليه ان يتعامل مع الجميع بعقليه خد الواحد علي قد عقله. و لاحظ محروس ان نايف لديه تقرير مفصل عن كل مايحدث في السكن و العمل بل ان بعض الجمل تنقل له بالحرف
مما جعل محروس في حاله عزله وتوحد شديده خوفا ان ينقل عنه كلام يؤثر علي علاقته بنايف وكعاداتنا في مصر اطلق العمال علي نايف لقب ناتف او اسم اترك لخيالك تصوره لانه يخصم مبالغ كبيره من العمال عند حدوث اي خطأ ولو بسيط. وفي احد الايام قرر نايف تخفيض الأجور نظرا لتواجد بعض العمال ذوي التاشيرات الحره علي استعداد للعمل بمرتبات اقل وبنسبه كبيره عن مرتبات الشركه التي يتقاضها العمال.
عرض نايف اما تخفيض المرتبات او الانهاء ببلاك ليست. قرر البعض السفر خاصه من المتزوجون و أصحاب الاسر و استبدلهم بعماله ذات تاشيرات حره ووفق اوضاعهم
شعر محروس في ذلك الوقت بعدم الامان و ان تجربته مع القطاع الخاص تتكرر بشكل اكثر دراماتيكيه في هذا البلد. ولكن هو الان مابين المطرقة و السندان.
في صباح احد الايام استدعاه نايف و اخبره انه سيكون مرافق لخبير اجنبي سيتولي صيانه و توريد قطع غيار للمصنع و هذا الخبير أمريكي الجنسيه.
فرح محروس بهذا العمل الذي سيجعله يتعامل مع الخبير الأمريكي و يحسن من لغته و يستفيد منه في صيانه الالات المصنع
جاء الخبير و كانت المفاجاه انه من اصول هنديه و اسمه راجا حاصل علي الجنسيه الامريكيه و يعامل معامله الامريكان
لاحظ محروس الاهتمام البالغ من نايف براجا من توفير سكن في فندق ٥ نجوم و سياره لتحركه من الفندق الي المصنع و كميه الصلاحيات والمميزات التي اعطاها
نايف لراجا
كان راجا رجلا جيدا ومتعاون مع محروس ومع الايام دارت صداقه بينهما و حكي له محروس معاناته في العمل من القطاع الخاص الي شركه نايف. شعر راجا بالحزن لحال محروس الذي كان حاله بالفعل يصعب علي الكافر.وطلب منه ارسال سيرته الذاتيه الي شركه راجا و سيساعده راجا في الحاقه بالعمل بها في فرع الشرق الاوسط الذي سيتم افتتاحه قريبا و سيكون مقره دبي
و بالفعل بعد ايام تم اعتماد اوراق محروس للعمل في الشركه و تدخل راجا لاطلاق سراح محروس من شركه نايف الذي وافق علي الفور و بمجرد ان طلب منه راجا هذا الطلب.
بعد سنه طلب نايف من الشركه الامريكيه ارسال راجا لبحث بعض التحديثات في المصنع و مناقشه خطط التطوير و الصيانه
و كان رد الشركه انه سيتم ارسال خبير اخر
و اسمه محروس ابو السعد
المدير التنفيذي للشركه بمنطقه الشرق الأوسط و شمال افريقيا.
والذي جهز جميع الرسومات و التصميمات للمصنع الجديد الخاص بتجفيف البلح و انتاج العجوه والتمور لتصديرها للخارج
