
يوم تاب الله فيه على قوم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا مـن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لاند له ولا شبيه ولا كفء ولا مثل ولانظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحة للعالمين وحجة على العباد أجمعين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ما ذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار فهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر و طاف بالبيت الحرام، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن يوم عاشوراء، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هذا يوم تاب الله فيه على قوم فاجعلوه صلاة وصوما” يعني يوم عاشوراء، ففيه تاب الله تعالى على أبو البشر آدم عليه السلام، وفيه أهبِط إلى الأرض، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، وجاء في أحاديث وآثار أخرى أن عاشوراء هو اليوم الذي فيه تاب الله على نبى الله يونس عليه السلام، وفيه تاب على قومه، وفيه أمر بني إسرائيل بالتوبة، ويعتقد البعض أن يوم عاشوراء وقعت فيه عدة أحداث على مر السنين، فمن ذلك أن الكعبة كانت تكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء ثم صارت تكسى في يوم النحر، وهو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي نجى الله فيه نوحا وأنزله من السفينة، وفيه أنقذ الله نبيه إبراهيم من نمرود، وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل.
وفيه غفر الله لنبيه داود، وفيه وهب سليمان ملكه، وفيه أخرج نبي الله يونس من بطن الحوت، وفيه رفع الله عن أيوب البلاء، وهذه الأحداث كلها أنكرها علماء أهل السنة وبينوا أنه لا تصح أي من هذه الروايات سوى فضل الصوم في هذا اليوم وأن إظهار الفرح في هذا اليوم هو مذهب أعداء آل البيت و أما إظهار الحزن فيه فهو مذهب الراوفض وكلاهما غلو في هذه اليوم، وإن البعض يذهب ويحضر مسيرات الشيعة ويتفرج عليهم أو ينظر لها عبر النت، وكل هذا منكر يجب إنكاره ولا يحل حضوره ولا النظر إليه، فاحمدوا الله على العافية وسلامة العقيدة، وإن هذا الحدث يوم عظيم من أيام الله تعالى ينبغي علينا أن نتذكره ونتأمل فيه، فقال الله تعالى “وذكرهم بأيام الله” وإن من يتأمل الوقائع والأحداث عبر السنين والأعوام، تيقن أن الله تعالى يداول الأيام بين الناس.
فقد ظن جبابرة كثيرون أن الدنيا قد استسلمت لهم، وأنهم عليها غالبون، وأن القرار لهم، والغلبة والسيطرة لهم، فهذا فرعون علا في الأرض وأفسد فيها، يستحي النساء، ويقتل الرجال، ويشرد ويدمر، ويقتل، ورفع نفسه فوق منزلته، وظن أنه رب يعطي ويمنع، ويحيي ويميت، ويفعل ما يحلو له، غير آبه بأحد، فلما استكبر وطغى، وفجر وبغى، أخذه الله نكال الآخرة والأولى، وأهلكه ودمره ودمّر جنده، فاتقوا الله أيها المسلمون وكفوا الأذى وإبذلوا الندى، تنالوا الحسنى وطيب الذكرى وتسعدوا وتسلموا في الدنيا والآخرة، هذا وصلوا وسلموا على خير البرية، وأزكى البشرية، فقد أمركم الله تعالى بذلك فقال تعالي ” إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ”
يوم تاب الله فيه على قوم