أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتحدث في هذا المقال عن رسالة سامية لا تموت ولن تموت وعن مصيبة حزنهايتجدد في قلوبنا وعن عَبرة لن تبرد ما حيينا فهي كالجمرة التي في الفؤاد التي لا تنطفئ ابدا هي مصيبة الحسين عليه السلام وواقعة الطف الأليمة ،اذ ان قضية الحسين كالشمس المضيئة التي تنير العالم اجمع مهما حاول الحاقدون تشويهها او تغطية نورها،فالحسين عليه السلام وكما نؤكد دوما إنه ليس حكرا لطائفة او لفئة او لدين معين وانما هو لكل الناس ،
فأنا وكتجربة شخصية كانت لي جارة نصرانية مسيحية وكنت أقول لها في شهر محرم الحرام عظم الله اجركم وهي ولأنها عاقلة وعميقة التفكير وفاهمة تقول اجرنا جميعا وتكمل! كم أنت عظيمة ،وهذا يعني إنها فهمت رسالتي التي اريد إيصالها للجميع بأن الحسين عليه السلام مفهوم سامي وراقي لكن للأسف محدودي التفكير ويتهمون عشاق الحسين عليه السلام بالبدعة والإشراك ،
وهناك رجل دين وحكيم حيادي معروف قال جملة عميقة وخطيرة جدا وهي (لو لا دم الحسين عليه السلام لمات الدين الإسلامي وانتهى ولصار اليوم ذكرى يتذكرها الجيل الحالي بالشكل التالي (كان هناك دين يسمى الإسلام!!!! ))
فليتصور القارئ حجم الكارثة يعني لو كان الحسين عليه السلام تقاعس لأي سبب وتهرب من المعركة كما يفعل الكثير من المتخاذلين والجبناءوحاشاه الله من ذلك لأندثر الإسلام تماما وانتهى دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فبالرغم من إننا نرى إنحلال أخلاقي في مجتمعاتنا وتزايد نسبة الجريمة لكن في الجانب الآخر نجد طفلا يسجد لله قائلا سمع الله لمن حمد والله اكبر ونجد إمرأة مسنة او شيخا كبيرا يقوم للوضوء صباحاََ صيفاً وشتاءًَ حرا وبردا وهناك شباب يملكون عزة نفس ويصارعون الحياة من أجل لقمة العيش وهذا يثبت عظمة ووجود ديننا وهذا كله بفضل دم الحسين عليه السلام وإحترامه لشرف الكلمة التي أعطاها والوعد الذي قطعه .
والإمام الحسين عليه السلام يملك شجاعة اسطورية فهو الفارس النادر الذي يعلم إنه سيقتل ويستشهد لكنه ذهب وقاتل بكل بسالة ،اذ ان الله أبلغ النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بواسطة الملك جبرائيل إن الحسين عليه السلام سيستشهد في واقعة مؤلمة وعلى يد اقذر مخلوق وهو الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله منذ ان كان الحسين عليه السلام صغيرا فبكاه الرسول صلى الله عليه وعلى آله سلم وبكته امه فاطمة عليها السلام وبكاه والده الامام علي عليه السلام وبكاه جبرائيل عليه السلام فيقال ان ذلك يعتبر أول مجلس حسيني في تأريخ الدين الاسلامي الحنيف ،
وبالرغم من الظلم الذي وقع على الحسين عليه السلام وعلى اهله وعشيرته وبالرغم من حجم التضحيات التي بذلها الحسين عليه السلام اذ انه وأهل بيته تعرضوا للجوع والعطش والظلم والقتل وإهدار الدم الا إننا نجد هناك الكثير من الناس من يتهم رسالة الحسين السامية بالبدعة والبدع التي يقوم بها الناس الجهلة التي تسئ لشخص الحسين عليه السلام سلطنا الضوء عليها في مقال سابق، اما عن قطع القماش الخضراء وكتب الزيارة والصور التي ترمز لشخصيات آل البيت عليهم السلام لا تندرج تحت مفهوم البدع فهي ان كانت لا تنفع فهي لا تضر ولا يجوز اطلاقا اهانتها او العبث بها لأنها نالت قدسيتها من تواجدها الدائم داخل الاضرحة الشريفة الخاصة بآل البيت عليهم السلام او لإرتباطها بأسماء ال البيت عليهم السلام لكن هناك من يصطاد بالماء العكر ويحاول الإساء لقدسية ال البيت من خلال هذه الثغرات دون وجه حق .
بالرغم من إنه هناك من مات قهرا على الحسين عليه السلام
وهناك من جن بعشقه مثل مجنون الحسين عليه السلام (العابس)الذي رافق الحسين عليه السلام وكان يريد ان يشارك بواقعة الطف لكنه اصيب بالحمى ليلة المعركة واخذ بالهذيان وفقدان الوعي وعندما شفى وجد المعركة انتهت و جثة الحسين عليه السلام مرمية على التراب فبدأ من الصراخ والنحيب وإحتضان جثة الإمام عليه السلام واخذ يرمي التراب على نفسه وهام بالصحراء يصرخ يا حسين حتى سمي مجنون الحسين عليه السلام ،
اما في وقتنا الحالي وتحديدا العام الماضي في ذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام في مدينة كربلاء المقدسة هناك رجلا شابا ولا يعاني من أمراض اخذ يصرخ ويبكي حتى سقط وتوفي لأن (للحسين عبرة في قلوب المؤمنين لن تبرد ابدا )بالوقت الذي نجد هناك من يحارب مواكب الإمام الحسين ويفجرها او يدعو لألغاءها بالرغم من انها عكست كرم العراقيين ومحبي الحسين عليه السلام من مختلف الجنسيات والقوميات وهي مواكب مباركة ينتظرها الفقير سنة كاملة كي يأكل اللحم والوجبات المتنوعة ،
ومن الجدير بالذكر ان كل ثوار العالم الذين حاربوا الظلم وبذلوا اعمارهم اودماءهم من اجل نصرة الحق اتخذوا من من الحسين وثورته قدوة لهم ومنهم نيلسون مانديلا وتشي جيفارا وغاندي ومنهم من صرح بذلك بمقولة شهيرة مثل غاندي الذي قال (تعلمت من الحسين ان أكون مظلوما لأنتصر )وبالرغم من انهم اقتدوا بشخص الحسين عليه السلام الا اننا نجد محبيهم يقفون دقائق حداد عليهم ويفتخرون بهم بالوقت الذي نجد هناك من يحارب الحسين عليه السلام وهو سبط الرسول الطاهر المطهر ،
وهنا في هذا المقال يجب ان نبين مسألة مهمة جدا جدا إنه قبل فترة رأينا اشخاص ليسوا بشيوخ او علماء دين يجتمعون بمجموعة كبيرة من الاطفال اكبر طفل فيهم عمره لا يتجاوز الثانية عشر يرتدي الاطفال( العرقچين )يعلموهم عن تبرج النساء وعن تجريم السارق وهذه تعليمات موجودة بالقرآن وامور شرعية وحقيقة لكن الطريقة لإيصال المعلومة خاطئ واختيار المعلومات التي نغذي بها عقولهم خاطئة والمقصود هناك ان هناك قصص عظيمة وعديدة وواقعية واجبنا ان نوعيهم بها وهي تتحدث عن الإيثار والتضحية والاخوة وهي تخص الحسين والعباس وال البيت جميعا عليهم السلام وهم اطفال مسلمين وهم الاولى بمعرفة هذه للمعلومات والطريقة القصصية الواقعية قريبة لذهن وعقل وقلب الطفل ومن ثم نتدرج بإعطاءهم معلومات عن نبذ السرقة وحجاب المرأة لأن الوقت خطأ لتزويدهم بهكذا معلومات لأننا وبلا مبالغة سنبني مشروع إرهابي لأن سيقتل صديقه او يقطع يده ان جاع واخذ منه قطعة خبز اوسيعتقد ان واجبه قتل امراة لأنها وضعت مكياج حتى لو كانت امه او اخته بحجة انه يحارب المتبرجات اذن التعليمات شرعية لكن التوقيت والطريقة خاطئين ،وواجبنا تجاه الحسين عليه السلام هو ان نسير على خطاه ونهجه الصحيح في الحفاظ على الدين الذي بذل روحه فداءًَ له وكذلك ان نعلن الحداد الحقيقي تخليدا لذكراه العظيم ،وكذلك يجب توعية الناس تجاه بعضهم وتقبل بعضهم والتعايش السلمي بين الاديان والمذاهب وان رأينا شخصا عنده معتقدات خاطئة فواجبنا توعيته بصورة عقلانية وليس قتله واهدار دمه كي نسير على خطى ابا عبد الله الحسين عليه السلام ..والله الموفق .