شريط الاخبار

أوصام النفس ¹ سلسله قصص قصيرة

جريدة موطني

أوصام النفس ¹
سلسله قصص قصيرة<iLS����

أوصام النفس ¹
سلسله قصص قصيرة
بقلمي / ايمان ياسر ياسين
20/8/2023

كان الصمت يعم المكان…
لقد كان هذا هدوءا ما قبل العاصفة… لكن لا أستطيع التحديد لأي مكان كانت ترمي العاصفة… أ كانت صوبي… أم صوبه ؟…

“أنسه أننا نلتزم الصمت منذ فتره طويلة فهل بك تتحدثين؟”
طالعته بشموخ من أعلاه لأسفله… ثم قلت
“أن كنت تسأل عن أسمى فأدعي كاثرين… أما عن لما جئت فخمن فلست من محبي الكلام”
أنهيت جملتي بأبتسامة باردة مع رفع حاجبي الأيسر…
تنهد هو بينما همس “هكذا سيكون اللعب أذا”
ثم طالع وجهي قائلا
“أن كان كبرياؤك مهما لهذه الدرجة فما بك تأتين لطبيب نفسي؟”
“خمن أنت أليست وظيفتك الأن؟”
“لقد خمنت مسبقا أنت جئتني تريدين كسر كبريائك لأجل شيء عزيز قد حطمة الكبرياء”
ناظرتني باهتمام ثم قالت بينما ترفع حاجبها الأيسر
“لست سيء باللعب”

أبتسم بهدوء بينما عيناه تحثني علي أزاحه الكبرياء من الساحة ولكن فليعذرني فأنا لا أذكر أنه من يملي الأوامر هنا فأنا من تملك الساحة…
لذا قررت المتابعة في اللعب قليلا
“ما رأيك في الأسود؟”
“أن كنا سنتحدث عن الأسود فربما نقول سيد الألوان حيث إنه يتماشي مع كل شيء وأن كنا سنتحدث عن معني اللون أذن فهو مدلول للحزن وسوداوية الحياة للبعض وللبعض الآخر يرون الأسود هو الجمال كعتمة الليل… أما ان  كنا سنطبق الأسود بك فإذا أنت ملتوية كالأسود تستطيعين أن تكوني مع كل الألوان بجمال الليل ومع ذلك يقمع داخلك سوداويه وحزن وأن كنا سنطبق ذلك علي كبريائك فإذا هو يجعلك الأفضل بين الجميع ومع ذلك هناك لون لا يحب الامتزاج معك سوي قليلا كالبني وذلك اللون أنت تخسريه يوم بعد يوم فيقمع الحزن بداخلك حيث أن البني كان أكثر من تريدين التقرب منه لكن كبريائك الأسود لم يمنحك ذلك”

“ماذا عن الأبيض؟”
“في الحقيقة الأبيض لا يختلف عن الأسود كثيرا فهو سيد الألوان أيضا لكن الأبيض يدل علي النقاء والشفافية كالسحب في السماء ولكن يتميز الأبيض بكونه أفضل من الأسود مع البنى فيعرف كيف يتناسق مع البنى بينما الأسود يضع علي الهامش في وجود الأبيض… لكن أن كنا سنطبق الأبيض عليك إذا فقلبك نقي كالأبيض لكن كبرياءك أسود فعندما نضع الأسود مع الأبيض سينتج لون الرماد”

” و الرمادي ؟”

” الرمادي رمز الحياد لكن درجته تفرق فأن كان غامقاً لن يحبه البني مثلما يحب الرمادي الفاتح ..فالبني لون هادئ دافئ لكن كئيب قليلا ً لذا لا يحتاج الغامق لأنه سيكون غامضاً مثله بل يريد الفاتح ليشرق معه و يستشعر المزيد من الدفء و السعادة و أن كانت شخصيتك رمادي فأتوقع أنه غامق فأن لم يكن فما كنا هنا الأن نلعب لعبة الألوان تلك لأجل معرفة شخصيتك بدون أن تتحدثي و بما أنك رمادي غامق فهل يمكن أن نتخلى عن الغموض ونبدأ بالاستماع لكي ؟ و بالمناسبة سيد الألوان تختلف من شخص لأخر لكن هناك أجماع علي الأسود و الأبيض بسبب أنهم يتماشون مع كل الملابس بشكل عام “

“تعجبني فلسفة الألوان خاصتك”
تنهدت بهدوء لأبد الحديث والبوح بعدما أرضيت كبريائي قليلا…
“كان الأبيض أمي وكان الأسود أبي … فأنتهى المطاف بي أنا الرمادي الغامق… يحب الجميع الاختلاف في شركاء حياتهم ظناً أن هذا هو الجمال كما ينسقون الأبيض مع الأسود… متناسون أن الأسود سيد وأن الأبيض سيد والأسياد يحبون الزعامة للأبد…

فيولد الرمادي الذي يحب السيادة هو الآخر لكنه لم يولد ليكون سيدا… قبل أن يكون لكل شخص لون كان أبيض… فكنت بيضاء ولكن فجأة أصبحت ألطخ قليلا بالأسود وقليلا بالأبيض كان ذلك نتيجة إدخالي في شجاراتهم هكذا ولدت… كان أبي شديد الكبرياء وكانت أمي شديدة النقاء… أصبحت أنا نقيه بكبرياء… كيف؟ لا أفهم ولا أعرف تمر الأيام ويكبر الرمادي وهو يمقت أسياده لعراكهم الدائم ويشعر بالاستحقار للأبيض لكونه شديد السهولة مع الأسود والكره الشديد للأسود لكونه معدوم الإحساس وبلا ضمير… فقط كبرياء أخرق… فكبر الرمادي وكالعادة ورث أكثر الأشياء التي لا يحبها في حياته… فأصبح رماديا غامقا… فأصبح لا يبالي لأسياده ويسخر منهم أمام أنفسهم ويتمرد عليهم حتى وصل الأمر لأن يبكي سيده الأبيض ولأن يعنفه سيده الأسود ولكن لم يردع لهم الرمادي وأكمل تمرده بهدوء… بينما أمام الجميع يمثل أنه المظلوم لأن كبرياءه لن يتحمل تشويه صورته أمام الناس وبداخله قلب وضمير يقتلونه طوال الليل فلا يستطيع النوم جيدا… وأستمر الأمر هكذا… حتى دخل البني الساحة…
كنت أشمئز من البنى دوما… لكن في أحد الأيام أقتحم حياتي دون قصد… في الحقيقة أنتهي الأمر بشكل ما أن تكون هي بجانبي في مقعد فصلي في المدرسة… كنت في المدرسة رماديا فاتح عكس حقيقتي وكنت أتفنن في كوني الضحية لم يكن الأمر بإراداتي في الحقيقة لم أكن متمردة ولدي كبرياء سوى مع والدي… في المدرسة كنت ضعيفة وفي أحد الشجارات التي يفتعلها فصلي الذي كان يتزعمه أشخاص لونهم أسود كوالدي… يظنون أنهم أسياد… في ذلك اليوم كالعادة أنعقد لساني وكان دفاعي قليلا للغاية وكدت ألتهم وهي كانت هناك وفجأة انفعلت وثارت ودافعت عني فذهبوا بعيدا… لا أذكر الشجار أو ماهيته لكن كانت تلك أول مره يدافع عني أحد غير أمي… هكذا بدأت صداقتي مع البنى بعدما كانت
شخص لا أطيقه بداخلي… كان البني يحب رمادي الفاتح… لكن لم تكن تعرف بأن هناك رماديا غامقا بداخلي لم يره سوي والداي… مرت الأيام حتى أصبحت أنا وبني أعز أصدقاء لم يكن لي غيرها من الأساس… ومرت الأيام مجددا لكن حاملة عاصفة بداخلها فهوت بي وجعلت التمرد يسود والكبرياء صديق دائم… أصبحت رماديا غامقا… لم تهتم هي في البداية فلم تكن تعرف القادم… حتى انقلبت الأمور وعندما ملأت حياتي بألوان- أشخاص- آخرين تجاهلت البني وطردته من حياتي دون توضيح… فالحقيقة ما كنت لأطرد بنيا من حياتي ألا عندما بدأت تعاتب كبريائي في المكالمات كانت تقول “أني اختلفت كثيرا وأصبحت باردة تجاهها” لا أفهم لما غضبت بعدها بشدة وفي أقرب فرصة تركتها دون توضيح… وعندما تحاول الاقتراب أسد الطريق بسرعة… ربما لم أحب حقيقة نفسي… بعدها بسبعة أشهر قررت العودة لها… راسلتها فلم أكن أقوى علي المحادثة الصوتية معها… قلت لها مرحب فردت “مرحبا… لما تذكرتني” الأمر كان مؤلما… مؤلم بشدة… عدنا أصدقاء… لكن أشعر بالتحطم بيننا… لم نعد مثلما كنا… وأيضا علي الجانب الآخر أصبحت أقتل وأجرح في عائلتي بعنف دون وعي وها أنا هنا أعترف بخطيئتي… الكبرياء… أتمني لو أقتلعه من جذوره… لأصبح رماديا فاتحا مجددا… “
لطلما كان الكبرياء خطيئه يطارد الروح دائما… لم تكن كاثرين تدري انها لا تعاني من كبرياء انما انها وصمت نفسها بالعار والخطيئه… حينما وصمت روحها الصغيره باكرا فولدت امرأة تبتر مشاعرها كل ليله تتصنع البرود وتعامل الجميع ع انهم اعدائها… لم تكن متكبرة… انما كانت تحارب لحياتها!

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار