المقالات

الإنسانية في أبهي صورها

جريده موطني

الإنسانية في أبهي صورها

بقلم / محمـــد الدكـــروريالإنسانية في أبهي صورها

لقد تركنا سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا ما رحم الله من عبادة، وتمسكنا بالبدع وبما تمليه علينا أهواؤنا وشهواتنا ورغباتنا وقدمنا رضا الناس على رضا الله ورسوله فلا عزة للفرد ولا للأسرة ولا للأمة إلا باتباع نهج وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وتقديم ذلك على كل هوى أو نزعة، فمثلاً في صلح الحديبية فلما التئم الأمر ولم يبقي إلا الكتاب غضب الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أحس بأن الصلح فيه إجحاف لحق المسلمين فوثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر، فقال يا أبا بكر، أليس برسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال بلى، قال أو لسنا بالمسلمين؟ قال بلى، قال أو ليسوا بالمشركين؟ قال بلى قال فعلام نعطى الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر يا عمر، الزم غرزه.

 

فأني أشهد أنه رسول الله، قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله صلي الله عليه وسلم، ومن حقه صلي الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة عليه انسجاما مع قوله تعالى ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” وقوله صلي الله عليه وسلم “مَن صلى عليّ صلاة صلي الله عليه بها عشرا” رواه مسلم وقوله ” إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة” وقوله “البخيل من ذكرت عنده ولم يصل عليّ” وتتجلى معاني الإنسانية لرسول الله صلي الله عليه وسلم في مساعدته صلى الله عليه وسلم لزوجاته في شؤون المنزل، فعن الأسود قال قلت لعائشة رضى الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

 

وكان صلى الله عليه وسلم يعرف مشاعر زوجاته نحوه، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم “إني لأعلم إِذا كنت عني راضية، وإِذا كنت عليّ غضبى، قالت، فقلت ومن أين تعرف ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أما إِذا كنتى راضية، فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنتى غضبى، قلتى لا ورب إِبراهيم، قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إِلا اسمك” أما الجانب الوجداني والمشاعر الإنسانية، فقد اتصف بها خير البرية صلى الله عليه وسلم، فقد كان يفرح ويظهر مشاعر الفرح عند المسرّات وعند المواقف المفرحة، وكذا يظهر مشاعر الحزن والأسى والبكاء عند الآلام، وكذلك فكان صلى الله عليه وسلم يظهر فرحه بالتوبة على أصحابه.

 

فها هو وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم يستنير من الفرح والسرور، عندما يتوب الله تعالى على الثلاثة المخلفين، فقد فرح صلى الله عليه وسلم بتوبة كعب بن مالك رضي الله عنه فرحا شديدا، حكاه كعب فقال، فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه” رواه البخارى ومسلم، والذي يتأمل الحروب التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد أنها لم تكن عدوانا ولا فرضا لسطوته، ولا ظلما لأعدائه، بل كانت تحمل في طياتها الرحمة والإنسانية، وتتمثل الإنسانية الحانية في ذلك المشهد الذي يفيض رحمة ورفقا، ومع كل ذلك كان لا يفتأ عليه السلام أن يقول.

 

“اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” فلم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم العبوس والتكشير، وإنما كان صلى الله عليه وسلم بسّاما، فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رجلا أفطر في شهر رمضان، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا، فقال إني لا أجد، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق تمر، فقال ” خذ هذا فتصدق به” فقال يا رسول الله، ما أحد أحوج مني، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت ثناياه، ثم قال ” كُله “.الإنسانية في أبهي صورها

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار