المقالات

التأمل و تنمية القيم

جريدة موطنى

 التأمل وتنمية القيم

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي اصطفى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من سائر بني الإنسان، وجعل فيه الأسوة والقدوة في سائر الأزمان، وفرض علينا محبته، وجعلها شرطا في صحة الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى عليه وعلى أصحابه وسلم تسليما كثيرا، اعلموا أيها المسلمون أن من أصول الإيمان التي يجب على المسلم أن يُصدق بها كرامات الأولياء، والأولياء هم المؤمنون الأتقياء، فكل مؤمن تقيّ وليّ لله سبحانه وتعالى، ولا تثبت الكرامة لأحد حتى يكون مؤمنا تقيا متبعا للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقال العلماء ” من كان مؤمنا تقيا كان لله وليّا” وكرامات الأولياء كثيرة منها قصة نبي الله زكريا عليه السلام.

كلما دخل على السيدة مريم عليها السلام وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، وقصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار، فلم يستطيعوا الخروج حتى ذكر كل واحد منهم عملا أخلصه لله تعالى حيث توسل الأول بإخلاصه في برّه بوالديه، وتوسل الثاني بخوفه من عذاب الله سبحانه وتعالى بتركه الزنا ببنت عمه بعد أن قدر عليه، وتوسل الثالث بصدقه وأمانته بإعطائه أجرة أجيره كاملة بعد أن نمّاها له، وكما مشى الصحابي الجليل العلاء الحضرمي رضي الله عنه وجيشه على الماء، فما ابتلت قدم، ولا خُفّ بعير، ولا حافر دابة، وكان الجيش أربعةَ آلاف، وإن من الوسائل المهمة لتنمية القيم الإنسانية لدى الناس هو التأمل، والذي يساعد على إزالة آثار وبقايا القيم السلبية.

وإعادة بناء شخصية الإنسان، ولا شك في أن العالم اليوم يعاني من مخاطر عظيمة وهائلة، تتجلى بوضوح حول الإنسان أينما يمَّم وجهه على هذه الأرض، فبعض هذه المخاطر تتعلق بالحروب، والصراعات، وبعضها بالمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بعض المناطق، وبعضها بالنواحي البيئية التي تعاني منها الكرة الأرضية في ظل الإقبال اللامتناهي على الإنتاج، والاستهلاك دون الاكتراث بمصير البيئة، والكرة الأرضية من حولنا، فضلا عن العديد من المشكلات الأخرىن ولو أمعنا النظر في هذه المشكلات وغيرها، لوجدنا أن غياب القيم الإنسانية لدى فئات كبيرة، وعريضة من الناس، هو السبب الرئيسي وراء حدوثها، وتفاقمها إلى هذه الدرجة التي باتت فيها تشكل تهديدا واضحا للإنسان، بل ولجميع الكائنات الحية الأخرى.

وبالتالي فإن نثر بذور القيم الإنسانية الأساسية، والإعلاء من شأنها في كافة المجتمعات هو الضمان الوحيد للنهوض بهذا العالم، وحل هذه المشكلات المتراكمة، وإنقاذ الأجيال اللاحقة من مخاطر عديدة لا تُحمد عقباها، ولقد كان آدم عليه السلام أبو البشرية موحدا لله عز وجل، ولقد نهى الله سبحانه وتعالى عن إفساد الأرض بالشرك وبمخالفة الرسل، ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض سببه التوحيد، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء سببه مخالفة الرسل والدعوة إلى غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن تدبر هذا حق التدبر وتأمل أحوال العالم منذ قام إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه، وفي حق غيره عموما وخصوصا.

التأمل و تنمية القيم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار