مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن الإطار الحضاري للمجتمع

الدكروري يكتب عن الإطار الحضاري للمجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن المنهجية الواضحة للشريعة الإسلامية بمعاييرها الأخلاقية التي تنبثق من أصول الإسلام ومبادئه، وأيضا من خبرات علماء المسلمين الأوائل لها نشأتها وتطورها وتجاربها في خضم المعارف الطبيعية والعلوم الدينية، فإذا كانت المدنية الغربية الحديثة قد استنارت بمعالم المنهجية الإسلامية فمن باب أولى يجب أن نستنير نحن بها نحو طريق المعرفة، وإذا اتفقنا على أن مناهج الفكر ونوعيات النظم والمذاهب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لا يمكن أن تنعزل عن الإطار الحضاري للمجتمع وتاريخه كما نشاهد في عالمنا اليوم فإن منهجية البحث ينبغي أن تلائم الأوضاع المادية والحالة العقائدية الإيمانية في مجتمعها فتربط منذ نشأتها وتطورها.

 

بين الإيمان بالله والمعرفة والعلم في أساسها المنقى والاستقرائي، وتحيط هذه المنهجية بمناهج الاستدلال العلمي من ناحية، ومنهج الاستدلال على إثبات وجود الله وحكمته من ناحية أخرى، وإن كرماء هذه الأمة وفضلائها ورجالها ونساءها لا يمكن أن يظلوا صامتين متفرجين على هذه الألوان من المظالم والمجازر, والمفروض أن تتلاحم الأمة كلها وتقف في وجه هذا الإفساد الذى يتكلم باسم الدين, وهو يضرب الدين في الصميم, وليس غريبا أن تتضامن الأمة وتتألم لهذه الأحداث الأليمه، بل المستغرب والمستنكر هو أن نتفرج على ما يقع باسم الإسلام باسم دين المرحمة والحرمات, الدين الذى يقدس الحياة ويعتبر قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا.

 

فهذه الحياة التى هي هبة الله وعطاء الله, فكيف يجرأ شخص على أن يقتل بريئا لا ذنب له, بأي حق؟ هل بالدين الذي قضى على الثأر والعصبية، أو بالدين الذى من أحكامه ألا تزر وازرة وز أخرى, أو بالدين الذى يدعونا أن نتمسك بما جاء به، رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الدفاع عن هذا الدين الإسلامى السمح لمن مناطات ما قلدنا الله تعالى من التكليف, فلا يمكن السماح أبدا عما يفسد صورته ويشوه سمعته ويزيف حقائقه, بأن يعيث فيه أفراد فسادا ويخربون بادعائهم بلادا ويؤذون عبادا، فدين الإسلام من العدوان ومن سفك الدماء براء لأن الأصل في الدماء والأرواح العصمة, فلا يحل انتهاكها في شرع الله تعالى.

 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” وإن من صور الاختلال والاعتلال الناتجة عن سوء الفهم أن يقترف كل ذلك باسم الدين، وأن يقتل المسلمون ويذبحون وتسمع النداءات خلفهم الله أكبر, فإن دين الله بريء من سفك الدماء, وبرئ من هذا الهراء, وهذه الصور التي نشاهدها كل يوم من قتل وذبح وترويع، فإن الأمة جميعا تتحمل مسؤولية محاربة هذا الخلل الخطير في التصور, وأحسن صور محاربته نشر العلم, فالعلم الصحيح الذى مصدره الكتاب والسنة, بما يحملانه من طهر وصفاء ورقى والتمكين للعلماء الربانيين الصادقين العارفين, وإنشاء قنوات كثيرة تنشر في العالم حقيقة الإسلام الناصعة البياض.

 

وإنه لمطلب مُلح لم يعد يقبل التأجيل حتى يترقى الجيل ويزول الفهم العقيم والوبيل، وإن هناك التنمية الشخصية وتنصب جهود التنمية الشخصية لجعل الإنسان سباقا وجديرا بالخلافة فى الأرض، ليكون إنسانا صالحا متكاملا ومقدرا للمسؤوليات المنوط به فقال تعالى فى سورة البقرة ” وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفه” فعمل الإسلام على وجود هدف أعلى لحياتنا لتحقيق التوحد في حياة المسلم، وإزالة التناقض منها، ووجود قناعة بضرورة التغيير، والتحرر من الشعور بالاستسلام، والقبول بالذات على مستوى الفرد، ومستوى الانتماء للأمة، والتخلص من مشاعر اليأس والإحباط.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار