مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن الشعور بالمسؤولية

الدكروري يكتب عن الشعور بالمسؤولية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

أنه من الضروري الشعور بالمسؤولية لأن بزوغ الشخصية لا يتم إلا بالشعور بالمسؤولية، فعن عبد الله بن عمرو قيل يا رسول الله أى الناس أفضل؟ قال صلى الله عله وسلم ” كل مخموم القلب صدوق اللسان” قيل صدوق اللسان نعلمه، فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عله وسلم “هو التقى النقى لا أثم فيه ولا بغى ولا غل ولا حسد ” رواه ابن ماجه، ولقد عمل الإسلام على وجود هدف أعلى لحياتنا لتحقيق التوحد في حياة المسلم، وإزالة التناقض منها، ووجود قناعة بضرورة التغيير، والتحرر من الشعور بالاستسلام، والقبول بالذات على مستوى الفرد، ومستوى الانتماء للأمة، والتخلص من مشاعر اليأس والإحباط.

 

كما أنه من الضروري الشعور بالمسؤولية لأن بزوغ الشخصية لا يتم إلا بالشعور بالمسؤولية، وتأهيل النفس للعمل في فريق متماشيا مع روح العصر وتطوراته، فتجد مشاورة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم للشباب فى غزوة أحد ونزوله على رأيهم على الرغم لمخالفته لرأى الشيوخ، وتربيتهم على تقدير ظروف الآخرين، وعدم معاملة الناس على أساس الماضى، وتقبل توبة الآخرين، كل ذلك يمثل أساسا إسلاميا لتفعيل وربط العلاقات الاجتماعية على أسس صحيحة، فإن أى تنمية لا تهتم بالفرد ومعتقده وثقافته وبيئته التي يحيا فيها ودراسة للواقع الذي نعيشه وتمكين ذوى الكفاءات وإعطاء دور أكبر للشباب في بناء مستقبلهم.

 

ليست بتنمية شاملة لبناء مجتمع قوى فالإسلام مكن أصحاب الكفاءات بسواعد الشباب وخبرات الشيوخ كي ترسم أحلام المستقبل، فقال تعالى فى سورة المائدة ” وتعاونوا على البر والتقوى” وتنشطر أهداف التنمية الشاملة إلى عدة أصناف لتغطى جوانب الحياة كافة، ومن أهم هذه الأهداف، الأهداف الاقتصادية، وتلعب التنمية الشاملة دوراً هاما فى المجال الاقتصادي فتعمل على تحقيق رفع المستوى الإنتاجي للأفراد، وبالتالي تحقيق دخل فردي يحقق الحياة الكريمة للفرد، ورفع مستوى الأهمية النسبية التي تحظى بها القطاعات الرئيسية على مستوى الاقتصاد الوطني، وزيادة رقعة الاعتماد على الناتج والادخار المحلي كمصدر للاستثمار.

 

وكذلك تحفيز الإنتاج المحلي وتنميته لتوظيف التكنولوجيا وتوليدها واستخدامها، وأيضا التخلص من الفقر ومعالجته من خلال رفع مستوى الإنتاج وبالتالي زيادة الثروة، وإن هناك الأهداف الاجتماعية، وتتمثل فى تحقيق حياة كريمة والعيش برفاهية للمواطنين من خلال رفع المستوى التعليمى والصحى، وكذلك تركيز الاهتمام على جميع طبقات المجتمع بما فيها المتوسطة والكادحة، وأيضا التركيز على ضرورة تنمية الأيدى العاملة وتدريبها لرفع نسبة الخبراء والعلماء، وفتح الآفاق أمام المرأة للانخراط بالنشاط الاقتصادى وكافة مجالات الحياة، وتعزيز مفاهيم الثقافة الوطنية، وإن أيضا هناك الأهداف السياسية ويتمثل ذلك بخلق دولة قوية لها كيانها.

 

ومنح أجهزتها الاستقلال النسبى فى صنع القرارات والسياسات واتخاذها في كافة ميادين الحياة، بالإضافة إلى الاعتماد على القوى بشقيّها الداخلية والخارجية لإنجاح ذلك، ومن مضامين التنمية الشاملة هو المضى قدما بمستوى الأداء الاقتصادى، ويتمثل ذلك برفع مستويات الإنتاج وحجم الإنتاج القومى، وتوفير الحاجات والأساسيات للأفراد وتلبيتها، والتخلص من البطالة بأنواعها وذلك بتوفير فرص العمل، والسعي لتحقيق الإصلاحات في أنظمة توزيع الدخل، وكذلك منح الشعوب الحقوق بالمشاركة في مسيرة التنمية، وسد الثغرات والفجوات التنموية بين الشعوب العربية وأقطارها.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار