مراة ومنوعات

حَدِيثُ الصَّبَاح

بقلم : أشرف عمر
منْ جَوَامِعُ الْكَلِمِ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
*{ الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ }.*
رَوَاهُ مُسْلِم.
*شرح الحديث:*
حَثَّ الإسلامُ على حُسنِ الخُلُقِ، ووَعَدَ صاحِبَه بخَيرِ الجَزاءِ في الدُّنيا والآخِرةِ، والمَقصودُ بحُسنِ الخُلُقِ: التَّحَلِّي بالفَضائِلِ، والتَّخَلِّي عنِ الرَّذائِلِ.
وفي هذا الحديثِ يمدَحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُلقَ الحَياءِ، الذي يَجِبُ أنْ يَتحلَّى به الرِّجالُ والنِّساءُ على السَّواءِ؛ لأنَّه يَمنَعُ المرْءَ مِن الوُقوعِ في الآثامِ. فيقولُ: «إنَّ الحياءَ لا يأتي إلَّا بخَيرٍ»، وأصلُ الحَياءِ: تَغَيُّرٌ وانكِسارٌ يَعتَري الإنسانَ مِن خَوفِ ما يُعابُ به. وقيلَ: هو انْقباضُ النَّفْسِ عنِ القَبائحِ وتَرْكُها.
وقد يَظُنُّ بَعضُ النَّاسِ أنَّ الحَياءَ مُنافٍ لِلرُّجولةِ، وأنَّه مِن طِباعِ النِّساءِ، وهذا فَهْمٌ خاطئٌ؛ لأنَّ مَن اسْتَحْيا مِن النَّاسِ أنْ يرَوْه يَأتي الفُجورَ ويَرتكِبُ المَحارِمَ، فذلك داعيةٌ له إلى أنْ يكونَ أشَدَّ حَياءً مِن ربِّه وخالقِه عزَّ وجلَّ، ومَن اسْتَحْيا مِن ربِّه فإنَّ حياءَه زاجرٌ له عن تَضْييعِ فَرائضِه ورُكوبِ مَعاصِيه.
والحياءُ نَوعانِ: ما كان خُلُقًا وجِبلَّةً غيرَ مُكتسَبٍ، وهو مِن أجَلِّ الأخلاقِ الَّتي يَمنَحُها اللهُ العبدَ ويَجبُلُه عليها؛ فإنَّه يَكُفُّ عن ارتكابِ القبائحِ ودَناءةِ الأخلاقِ، ويحُثُّ على التَّحلِّي بمَكارمِ الأخلاقِ ومَعاليها.
والنَّوعُ الثَّاني: ما كان مُكتَسَبًا مِن مَعرفةِ اللهِ، ومَعرفةِ عظَمتِه وقُربِه مِن عِبادِه، واطِّلاعِه عليهم، وعِلمِه بخائنةِ الأعيُنِ وما تُخفي الصُّدورُ؛ فهذا مِن أعْلى خِصالِ الإيمانِ، بلْ هو مِن أعلى دَرَجاتِ الإحسانِ.
وقد يَظُنُّ بَعضُ النَّاسِ أنَّ الحَياءَ مُنافٍ لِلرُّجولةِ، وأنَّه مِن طِباعِ النِّساءِ، وهذا فَهْمٌ خاطئٌ؛ لأنَّ مَن اسْتَحْيا مِن النَّاسِ أنْ يرَوْه يَأتي الفُجورَ ويَرتكِبُ المَحارِمَ، فذلك داعيةٌ له إلى أنْ يكونَ أشَدَّ حَياءً مِن ربِّه وخالقِه عزَّ وجلَّ، ومَن اسْتَحْيا مِن ربِّه فإنَّ حياءَه زاجرٌ له عن تَضْييعِ فَرائضِه ورُكوبِ مَعاصِيه.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار