المقالاتشريط الاخبار
الدكروري يكتب عن السرقة من الأموال العامة
الدكروري يكتب عن السرقة من الأموال العامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الظالم في الحياة الدنيا لايعير الأخلاق أهمية ولا إهتمام ولا مكان لها في قاموس تعامله في الحياة، ونسي قول الله تعالى في سورة إبراهيم “ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار” وفي الحديث القدسي أن الله تعالى قال “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا” رواه مسلم، ويمكن القول إن الظلم بمشتقاته وسياقاته يوجد في كل جنس وفي كل مجتمع أو تجمع بشري وفي كل بلد من البلدان، وقد ورد ذكر الظلم في القرآن والسنة النبوية كثيرا، وجاءت كلها تحذر منه ومن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وإن الإنسان الذي يمارس الظلم أناني وطماع بطبعه، يكره نفسه ويظلمها بسبب ظلمه لغيره، فهو لا يعمل للآخرين ويحب لهم كما يعمل ويحب لنفسه، والظالم غالبا ما يعمل لمصالحه الدنيوية.
على حساب الآخرين حتى ولو أدى ذلك للاعتداء عليهم وعلى أموالهم، وإن السرقة من الأموال العامة مصيبة عظيمة لأنها سرقة من جميع المسلمين، فإذا سرق من المال العام، وأخذ من المال العام من بيت المال سرق من جميع المسلمين، وإن العقوبة عظيمة عند الله تعالى، فقد تفننوا في السرقة، وتنوعت الأشكال، فالعصابات، قلدوا الغربيين في الأفلام، وأخذوا الأفكار من الأفلام، وصار السطو المسلح، والتهديد للسرقة، والتخفي والتلثم، وكل هذا من أين أتى؟ وهو أنه نزع خوف الله من قلوبهم، وزال الإيمان، وإذا زال الإيمان ونزع فلا أمان، فإن الإسلام هو دين الفطرة الذي يبيح إشباعها، ويلبى مطالبها ضمن الحدود التي حدّها الشارع الحكيم، مع التهذيب والترشيد حتى تستقيم، وتحقق الخير للإنسان، ولا تعود عليه بالشر.
ولأن الانسان من فطرته أنه جبل على حب التملك ، ومن طبعه حب المال حيث قال الله تعالى عنه” إن الإنسان لربه لكنود، وإنه على ذلك لشهيدن وإنه لحب الخير لشديد” وقال سبحانه وتعالى “وتأكلون التراث أكلا لما، وتحبون المال حبا جما” ولهذا فقد حرم الاسلام على المسلم مال أخيه المسلم، كما بين الاسلام أيضا حرمة مال المسلمين عامة وهو ما يعرف اليوم بمال الدولة،أو المال العام، فالإسلام جعل لمال الإنسان الخاص حرمة وقداسة، ولم يغفل أيضا عن حرمة المال العام، بل أعلى من شأن هذه الحرمة للمال العام، فجعلها أشد حرمة من المال الخاص، وعني عناية عظيمة بالمحافظة على أموال المسلمين، وأمر بصيانتها، وحرم التعدي عليها، ولو كان شيئا يسيرا، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عدى بن عميرة رضى الله عنه قال.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا، أى إبره، فما فوقه كان غلولا، أى خيانة وسرقة، يأتى به يوم القيامة” فالمال العام أعظم خطرا من المال الخاص، ذلك لأن المال العام ملك الأمة وهو ما اصطلح الناس على تسميته مال الدولة، ويدخل فيه، الأرض التي لا يمتلكها الأشخاص، والمرافق، والمعاهد ،والمدارس، والمستشفيات، والجامعات ، وغيرها فكل هذا مال عام يجب المحافظة عليه، ومن هنا تأتي خطورة هذا المال، فالسارق له سارق للأمة لا لفرد بعينه، فسلب القليل من المال العام ولو كان مخيطا أو ما في قيمته يفضح العبد يوم القيامة، ويذهب بحسناته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول الإسلام يبايع المسلمين رجالا ونساء على اجتنابها.
إن الظالم في الحياة الدنيا لايعير الأخلاق أهمية ولا إهتمام