المقالات

الدكروري يكتب عن بلال في لحظات الإحتضار

الدكروري يكتب عن بلال في لحظات الإحتضار

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن بلال في لحظات الإحتضار

لقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن الرسول صلي الله عليه وسلم، فيُروى أنه لما حضرته الوفاة، قال “غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه، فقالت امرأته واويلاه، فقال وافرحاه” وهكذا العظماء في الأمم تبقى أخبارهم خطوطا عريضة لا تستوعب سنوات حياتهم، ولعل جزءا من سبب ذلك، أنهم يخفون أنفسهم فهم لا يريدون فى الأرض علوا ولا فسادا همهم ما عند الله، ولكننا لا نحرم أنفسنا من التأمل في سير الصالحين وأخبار السابقين فبذكرهم تطيب المجالس وتحلو الأحاديث فهم النجوم إذا رفع أهل الدنيا نجومهم، وهم القدوات للأجيال حينما يغشون بقدوات إعلامية لم تعرف بصلاح ولا نصح، وقد غفل عن الصادقين من جيل الصحابة.

 

وهي مسؤولية المربين من الآباء والمعلمين ألا فلنغرس في أنفسنا وأنفس أولادنا حب الصحابة ولننشر قصصهم فحق على كل ناصح ألا يخلي بيته من كتاب في سير الصحابة يطالع هو فيه ويحث أولاده على المطالعة فيه ويناقشهم ويدارسهم تلك الأخبار الناصحة والبطولات النادرة، ومن دروس سيرة الصحابى الجليل بلال رضى الله عنه هذه السنة المجهولة أو المهجورة أنه ما توضأ فى أي ساعة من ليل أو نهار إلا صلى ما شاء الله أن يصلى وهي ما يقال عنها بسنة الوضوء وهى من أسباب دخول الجنة بل من أسباب السبق فى دخولها، وفيها أيضا المحافظة على الوضوء، وأن الإنسان يبقى على طهارته وإن لم يرد صلاة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن” 

 

أما صبر بلال على ثباته في هذا الدين الذي اختاره لنفسه ورضيه له ربه فهو درس أبلغ من أن يشار إليه فأين الإنهزاميون الذين تتقلب بهم الأهواء وتلهيهم النعمة، وتعصف بهم النغمة وينتكسون بسبب النظرة؟ أين هم ممن وضع على صدره الصخرة، وأوذى ليقول لهم فقط الكلمة ؟ ولكنه قال الكلمة التي يريدها الله أحد أحد، ولم يزل بلال رضي الله عنه ثابتا بتثبيت الله لازم المدينة مؤذنا في المسجد النبوى حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحتسب موته وباشر مع الصحابة دفنه وتذكر الروايات أنه هو الذى صب الماء على قبره من قربه معه، ثم لم تطب نفسه بالبقاء بعد فراق حبيبه فاستأذن أبا بكر رضي الله ليلحق بالمجاهدين في بلاد الشام فأذن له فلم يزل هناك حتى توفى زمن عمر رضي الله عنهما. 

 

وله بضع وستون سنة ودفن هناك، ويروى أن عمر لما فتح بيت المقدس ألح عليه أن يؤذن فيه لصلاة الظهر من يوم الفتح، وهو يوم عظيم حضره جمع غفير من الصحابة وأفاضل التابعين وجاء فى الرواية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لبلال رضى الله عنهما أسألك بالله يا بلال أن تؤذن لنا، فقال أعفنى يا أمير المؤمنين، قال أسألك أن تذكرنا أيامنا الأولى، فأجاب محرجا من طلب أمير المؤمنين وطلب من معه إلا أنه لم يستطع أن يكمل الأذان من البكاء بعد أن سبقه بكاء عمر وبكى الناس معه، قال زيد بن أسلم عن أبيه قدمنا الشام مع عمر فأذن بلال فذكر الناس النبى صلى الله عليه وسلم فلم أر باكيا أكثر من يومئذ فرضى الله عن بلال وعن عمر وعن الصحابة أجمعين وألحقنا بهم فى السابقين، وجمعنا وإياكم بهم في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. 

الدكروري يكتب عن بلال في لحظات الإحتضار

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار