الدكروري يكتب عن جيش أبو عبيدة يفقد بصرة
الدكروري يكتب عن جيش أبو عبيدة يفقد بصرة
بقلم / محمـــد الدكــروري
الدكروري يكتب عن جيش أبو عبيدة يفقد بصرة
لقد استمر قتال الروم في معركة اليرموك مع جيشي أبي عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان، وتعرض الجند المسلمين إلى رمي عنيف بالنبال أدى إلى فقدان الكثير لبصرهم نتيجة إصاباتهم في عيونهم، منهم أبو سفيان والمغيرة بن شعبة وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص والأشعث بن قيس وعمرو بن معد يكرب وقيس بن مكشوح والأشتر النخعي، وسمي ذلك اليوم بيوم خسارة العيون، وتراجع الجيشان المسلمان، جيش عبيدة وجيش يزيد إلى الخلف، وكان اليوم الخامس والسادس فى المعركه مفاجأت كثيرة، حيث انهارت فيهما قوى جيش الروم، وبانت بوادر نصر المؤمنين المسلمين وهزيمة الروم المشركين ومن الأمور التي لابد من ذكرها هى أن قادة الروم قد ربطوا كل عشرة، أو أقل من ذلك من جنودهم.
في سلسلة حديدية واحدة من أجل أن لا يهربوا أثناء المعركة فرادا، فلما كان اشتداد القتال استطاع المسلمون أن يسحبوهم للقتال إلى قرب وادي فحين يقتل من الروم جندي أو يُدفع ليقع في الوادي يسحب معه بقية العشرة فيسقطوا جميعا، فسقط كم غفير بلغوا عشرات الألوف من مقاتلة الروم في الوادي، وبعد تشتت فرق الخيالة البيزنطيين، تحول خالد بن الوليد إلى نواة جيش الروم البيزنطيين، الأرمن بقيادة ماهان، لمهاجمتهم من الخلف، وكان الأرمن من المقاتلين الأشداء الذين كانوا على وشك النصر على المسلمين قبل يومين عندما قاموا بإختراق جيش المسلمين، ولكن تحت هجمات من إتجاهات ثلاثة في آن واحد، فرقة الخيالة بقيادة خالد من جهة الخلف، وجنود عمرو من اليسار وجنود شرحبيل من الأمام.
وبدون دعم من الفرسان الروم، إضافة إلى الإختلال، الذي أحدثته في صفوفهم جنود السلاف بقيادة قناطر المتراجعة، لم يكن للأرمن أي فرصة بالصمود فهزموا، وبعد هزيمة الأرمن هُزمت الآن كافة الجيوش البيزنطية، فتشتت البعض بشكل عشوائي مرعوبين، والبعض تراجع بإنتظام بإتجاه الغرب نحو وادي الرقاد، ولكن عندما وصلت قوات البيزنطيين إلى المعبر الضيق على النهر واجهت مجموعة من فرسان المسلمين بقيادة ضرار ابن الأزور بإنتظارهم، كجزء من خطة خالد بن الوليد كان قد أرسل في الليلة السابقة سرية من الخيالة تقدر بخمسمائة رجل لسد المعبر الضيق الذي يبلغ عرضه خمسمائة متر فقط، وفي الحقيقة فقد كان هذا الطريق هو الذي كان يرغب خالد بن الوليد للروم.
أن يسلكوه في تراجعهم في حال نجحت خطته، والآن يتقدم جنود المشاة المسلمون من الشرق، وفرسان خالد بن الوليد من جهة الشمال ليصلوا إلى الوحدة الخيالة المسلمين التي تراقب المعبر الضيق من جهته الغربية وإلى الجنوب كان هناك الجرف العميق التابع لنهر اليرموك والتي تراجعت إليه القوات البيزنطية وبدأ الإنحصار.