الدكروري يكتب عن سنن الهدى
الدكروري يكتب عن سنن الهدى
بقلم / محمــــد الدكــــروري
إن التابعين هم أصحاب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالواجب علينا نحوهم محبتهم والترضّي عنهم عند ذكرهم ومعرفة سيرتهم وأخبارهم وأن نعرض عما وقع بينهم من مشكلات، فهم بشر يختلفون كما يختلف غيرهم، ولا يجوز أن نقيم أنفسنا قضاة نحكم بينهم فنصوّب هذا ونمدحه ونخطئ الآخر ونذمه بل ولا ننشر ما وقع بينهم بين عوام الناس فقيل أنه جلس محمد بن سيرين في درسه يوما فجاء رجل من المبتدعة وأراد أن يجلس معهم ليعرض بعض الشُبهات فقال له محمد قم، فقال له قبل أن أقوم اسمع مني كلمة، فقال له محمد بن سيرين ولا نصف كلمة، إما أن تقوم أنت أو أقوم أنا، ويعلم ابن سيرين أنه لو قام فلا يستطيع المبتدع أن يعرض بدعته، فقام الرجل، فقال له قائل يا إمام.
ما منعك أن تسمع منه؟ قال أخشى أن يتكلم ببدعته فيقع في قلبي من بدعته شبهة فلا تزال في قلبي إلى أن أموت، فنسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر وما بطن، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال “هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم، قال “فأجب” رواه مسلم، وقال ابن قدامة وإذا لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائدا له، فغيره أولى، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال مَن سرّه أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم.
سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرّجلين حتى يقام في الصف” رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له، إلا من عذر” رواه ابن ماجه، وقال الإمام الشافعي رحمه الله “لا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر” وقال الإمام ابن كثير عند كلامه على صلاة الخوف.
كما جاء في سورة النساء، وما أحسن ما استدل به من ذهب إلى وجوب الجماعة من هذه الآية الكريمة حيث اغتفرت أفعال كثيرة لأجل الجماعة، فلولا أنها واجبة لما ساغ ذلك، فإن قول المؤذن عند النداء للصلاة المفروضة الله أكبر، الله أكبر، يعني أن الله تعالى أكبر من المال والأهل والولد، وأنه سبحانه أكبر من كل شيء، وكما يجب الإيمان بأن الله تعالى ضمن الأرزاق لجميع المخلوقات، حيث قال الله تعالى في سورة الذاريات “وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون” وكما قال الله سبحانه وتعالي في سورة هود ” وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
“إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته” وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله” وكما يجب على التاجر المسلم أن يتفقه في دين الله تعالى بالقدر الذي يساعده على تصحيح عقيدته وعبادته لله تعالى، كما كان كثير من العلماء من التجار من قبل في زمن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
الدكروري يكتب عن سنن الهدى