الدكروري يكتب عن شهر النور للبشرية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، سيد العادلين والمتقين، أما بعد فهيا بنا لنتجول في سيرة أشرف الخلق صلي الله عليه وسلم لنزداد هداية وثباتا على الطريق، وهلموا إلى الرحمة المهداة، إلى الذي زكاه مولاه قائلا ” وإنك لعلي خلق عظيم” إنه رسول الله صلي الله عليه وسلم، العابد الخاشع الخاضع لربه جل في علاه، له جانب من التعلق بالله، ودوام القنوت بين يديه، فكان صلي الله عليه وسلم في كل ليلة يقوم يناجي ربه بإحدى عشرة ركعة ويبكي فيها، قال الله له صلي الله عليه وسلم “قم” فقام ثلاثا وعشرين سنة، قام الليل حتى تفطرت قدماه، يبيت يجافي جنبه عن فراشه، إذا استثقلت بالكافرين المضاجع، يدخل بلال على رسولنا صلي الله عليه وسلم وهو يبكي.
فيقول يا رسول الله، لماذا تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول صلي الله عليه وسلم “أفلا أكون عبدا شكورا؟” فيصلي صلي الله عليه وسلم الرواتب، وهي اثنتا عشرة ركعة، غير الفرائض، في كل يوم وليلة، ويصوم صلي الله عليه وسلم حتى يقول القائل لا يفطر، ونحن نحتفي في الشهر الكريم شهر ربيع الأول من كل عام بميلاد خير تعاليم نزلت من السماء، لإقامة العدالة في الأرض، ولإصلاح النفوس، وإصلاح المجتمعات، وإصلاح البلاد والعباد، خير شريعة نزلت من السماء تنشر في الأرض السلام والمحبة والوئام والاجتماع، وتقضي على مرض التفرقة، وتقضي على داء الحسد وعلى وباء الحقد، وعلى مرض الأثرة ومرض الشّح ومرض الأنانية، وتلك هي الأمراض التي تزلزل سعادة البشرية.
وتجعل الأمم في حروب مستمرة، ونزاعات لا تنقطع، وتجعل الإنسان الوديع المسالم الذي اختاره الله تعالي خليفة عن حضرته يتحول إلى وحش كاسر وعلى مَن؟ على أخيه الإنسان الوديع، وعلى شيخ كبير فقد القوة وأصبح كهلا عجوزا لا يستطيع الحركة أو الدفاع عن نفسه، أو على امرأة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو على صبيّ صغير لم يبلغ الفِطام، يتحوّل الإنسان الذي لم يتربّى على تعاليم الإسلام إلى وحش غادر، لأنه غاب عن شرع الله عز وجل، فنفذ شريعة الغاب التي تفعلها الحيوانات، ولا ينبغي أن تكون بين بني الإنسان قط، ولكن الذي يجب هو أن يتحلي بالصفات الإسلامية، وإن من صور جبر الخواطر، وهي أبسط الأمور وهي أن تدفع ثمن البقالة لشخص ما، فهو من الأفعال البسيطة.
ولكنها تترك أثر كبير في نفس الإنسان المتطوع والشخص الذي حصل على المنتجات مجانا، وإن الله يخص عباده المحتاجين ليحصلوا على المساعدة، لذلك تأكد أن من تلقى تلك المساعدة هو أحوج الناس إليها، ومن أفضل المواقف الحياتية التي تروى لنا عن جبر الخواطر، هي سيدة مُسنة تطعم الحيوانات بما تملك وإذ بالله سبحانه وتعالى يرزقها بالطعام من مجموعة من الشبان الذين يقدمون المساعدات لوجه الله، والله يعلم أنه في أشد الحاجه للطعام إلا أنها لم تبخل أن تعطي لأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى كريم، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عن أكثر الأفعال التي يدخل بها الإنسان الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم له “التقوى وحسن الخلق” وبالطبع من أبهى صور التقوى وحسن الخلق هو جبر الخواطر وتقديم المساعدة بدون مقابل لوجه الله تعالى.