المقالاتشريط الاخبار
الدكروري يكتب عن وجوب التفقه في الدين
الدكروري يكتب عن وجوب التفقه في الدين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الله سبحانه وتعالي خلق الخلق ليعبدوه
، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لهذه الحكمة العظيمة، لدعوة الناس إلى عبادة الله عز وجل وبيانها لهم وإيضاحها لهم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها طائفة أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعمل، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به” رواه البخارى ومسلم، وهذا الحديث العظيم يبين لنا أقسام الناس وأنهم ثلاثة، وهم قسم تفقهوا في الدين وعلموا وعملوا، فهم مثل الأرض الطيبة.
التي قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، تعلموا وتفقهوا في الدين وعلموا الناس، وقسم تعلموا وتفقهوا ونقلوا العلم إلى الناس، وليس عندهم من التوسع ما عند الأولين في التعليم والتفقيه في الدين، بل يغلب عليهم الحفظ ونقل الأخبار والروايات، وقسم ثالث أعرضوا، فلم يتفقهوا في الدين ولم يحملوه، فمثلهم كمثل القيعان التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلا، وهذا الحديث يدل على وجوب التفقه في الدين، والتعلم على كل مكلف حتى لا يكون من الطائفة الثالثة، ثم أنت أيها الإنسان مخلوق لعبادة الله، مأمور بها، ولاسبيل إلى أن تعرفها وأن تفقه فيها إلا بالعلم، كيف تؤدي عبادة لا تعرفها؟ وأنت مخلوق لها، فقال تعالى “وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون” وأنت مأمور بها، والرسل بعثوا بها والدعوة إليها، ولا سبيل إلى هذه العبادة وأدائها على الوجه المطلوب.
إلا بالله ثم بالعلم والتفقه في الدين، وهذه العبادة هي دين الإسلام، هي الإيمان والهدى، هي طاعة الله ورسوله، هي توحيد الله، واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الهدى الذي بعث الله به نبيه في قوله تعالى فى سورة النجم ” ولقد جاءهم من ربهم الهدى” وهذه العبادة هي توحيد الله وطاعته، هي اتباع الرسل الكرام، وهي الانقياد لشرع الله، وهي الإسلام، وهي الإيمان وهى الهدى، وهي التقوى والبر، وهذه هي العبادة، فالواجب التفقه فيها والعلم والتبصر من منطلق الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وهذان منبع العلم القرآن العظيم، والسنة المطهرة وهما السبيلان لمنهج الله واتباعه ثم إجماع سلف الأمة الذي استند إلى هذين الأصلين، هو الأصل الثالث في معرفة الحق واتباعه، فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين”
ويقول صلى الله عليه وسلم “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” ويقول صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة” ويقول صلى الله عليه وسلم ” من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا” ويقول عليه الصلاة والسلام يوما لأصحابه ” أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان وهو وادى في المدينة، فيرجع بناقتين عظيمتين سمينتين، بغير إثم ولا قطع رحم؟ قالوا نحب ذلك يا رسول الله، قال لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل”
الدكروري يكتب عن وجوب التفقه في الدين