الصوم والجهاد
الدكروري يكتب عن الصوم والجهاد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الصوم والجهاد
ينبغي علينا جميعا ونحن في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان، أن نسارع بالأعمال الصالحه والطاعات إلي الله عز وجل وإن من أهم الأمور هي التوبة النصوح إلى الله تعالي لأن الذنوب تحول بين العبد والخير فتكون عائقا عن القيام بالأعمال الصالحة، فإذا تاب من ذنوبه انبعثت النفس بالطاعات وأقبلت عليها، فقال الله تعالى” يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار” فيا أيها العبد المذنب وكلنا كذلك اجعل من رمضان فاتحة خير عليك، واملأ قلبك بأنوار الطاعات المتنوعة في هذا الشهر واستدرك مافات من تقصيرك وأقبل على الله يقبل الله عليك فإن في شهر رمضان من أسباب مغفرة الذنوب ماليس في غيره.
فقال صلى الله عليه وسلم” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه، فهذه أسباب عظيمة لمغفرة الذنوب فى رمضان فمن أدرك رمضان ولم يغفر فيه ذنبه فقد خاب وحرم خيرا كثيرا، ومع جهاد وغزوات النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابة الكرام الطيبين رضى الله تعالى عنهم بإحسان إلى يوم الدين، ولقد شُرع الله عز وجل الجهاد في الإسلام لمقاومة الأعداء والمعتدين الآثمين الذين يحاولون أن يغتصبوا أرض المسلمين أو ينالوا منهم ليأخذوا أموالهم أو يعتدوا علي أعراضهم.
ولذلك قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فى حديثه الشريف “من قتل دون أرضه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد” وهذا هو الجهاد العام الذي شرعه الإسلام، ولكنه هناك نوع آخر من الجهاد وهو جهاد النفس والعمل والإنتاج، وجهاد الإنتاج قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين كان يجلس وسط صحابته الكرام ومرّ عليهم شاب قوي فقال الصحابة الكرام، لو كان هذا في ميدان الحرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إنه إن كان خرج يسعى على أولاد صغار أو على أبوين شيخين أو على نفسه فهو في سبيل الله” فأكد بذلك النبى صلى الله عليه وسلم، أن العمل وبذل الجهد لإكفاء النفس والأولاد والأسرة حتى لا تكون عالة على أحد هو لون من ألوان الجهاد الذي يقوّى أواصر الأمة.
ويجعلها لا تحتاج إلى أحد في حياتها إن شاء الله، وإن فى الجهاد هناك قيم ينبغي أن نتحلى بها، فالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، كان يوصى الجيش المحارب ويقول لهم “لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا شيخا ولا صبيا ولا امرأة ” وهذا يعني أن كل المدنيين الآمنين الأبرياء لا تقربوهم بسوء، وكما نهى النبى صلى الله عليه وسلم، عن إيذاء أهل الأديان الأخرى، وأوصى بعدم منعهم من ممارسة عبادتهم كما يحبون، بل وأكثر من ذلك فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم، عن حرق نخلة أو تقطيع شجرة وأوصى المحاربين المسلمين بألا يخربوا في البلاد التي يحاربون فيها.
الصوم والجهاد