الفرائض تكمل من جنسها من النوافل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 12 يونية 2024
الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء”
وفي الحديث القدسي الصحيح أن الله تعالى قال “وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه” وقد دلت أحاديث صحيحة أخرى على أن الفرائض تكمل من جنسها من النوافل، فيكمل به نقصها، ويغفر التقصير فيها، ويعظم أجرها، ويتم مبارك أثرها، فأحسنوا أداء الفرائض، واستكثروا من النوافل، تروا من ربكم ما تسر به النفس، وتقر به العين، وأما صوم يوم عرفة لمن لم يقف بعرفة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله فيه “أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة الماضية والباقية” فصوموا هذا اليوم وما تيسر لكم قبله من أيام تلك العشر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “عليك بالصوم فإنه لا مثل له” وفي رواية “لا عدل له” وأكثروا من الدعاء في تلك العشر المباركة من الذكر والدعاء.
والجهر بالتكبير في سائر الآناء لقول نبيكم صلى الله عليه وسلم “فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل” ذلكم لأن الجهر بالتكبير في تلك الأيام من شعائر الإسلام، وسنة أهله التي تميزهم من غيرهم من الأنام، وإن من جليل ما تتقربون به إلى ربكم تبارك وتعالى في هذه الأيام هو الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام، وأداء المناسك العظام، فإن الحج والعمرة النسك العام لأهل الإسلام، وتاج شرائع الإسلام، ومن الجهاد في سبيل الله، ومن أعظم خصال محو الأوزار، والعتق من النار، وسعة الرزق وإغاظة الكفار، فهنيئا لأهل الإسلام، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “العمرة إلى العمر كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” وقال صلى الله عليه وسلم “من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه”
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يباهي بأهل الموقف عشية عرفة ملائكته، ويقول ما أراد هؤلاء؟ ويقول انصرفوا مغفورا لكم، وما رؤي أكثر عتقا من النار من يوم عرفة، فاللهم إنك أنت القوي فأمدنا بقوتك وإنك أنت الحليم فأسبغ علينا حلمك وإنك أنت الرحيم فأنزل علينا سكينتك وإنك أنت الرزاق فامنن علينا بكريم رزقك وإنك أنت العفو فاسترنا بعظيم عفوك، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان وأمدهم بمدد من عندك وجند من جندك واحفظ ديارهم وأموالهم وأهليهم ورد عنهم بقوتك وجبروتك، اللهم وفق أولياء أمورنا للعمل بما يرضيك واجعلهم هداة مهتدين، سلما لأوليائك، حربا على أعدائك ووحد على الحق كلمتهم ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأحبابنا ولجميع المسلمين وصلوا وسلموا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الفرائض تكمل من جنسها من النوافل