تربية العبد المكلف على الطاعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
تحرير /منة العبد
إن تربية العبد المكلف على الطاعة فى سائر الأحوال، وأينما كان في كل مكان وزمان، مهما طال الوقت، أو اشتد الحر في الحقيقة تربية عظيمة، فإن معنى الصيام هو الطاعة والاستجابة لله، وقد ضرب الصحابة الأمثلة العظيمة فى ذلك، فلما قال لهم في الخمر ” فهل أنتم منتهون” سكبوها، ولما كان بعضهم يصلى، فدعاه النبى صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية استجيبوا فكان ليقطع صلاته لأجل هذه الاستجابة، ولما أعطى النبى صلى الله عليه وسلم الإمام علي الراية قال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، سار علي شيئا، ثم خطر بباله سؤال، وتذكر قوله ولا تلتفت، فنادى بأعلى صوته يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ ومضى، لم يكن الامتثال والاستجابة خاصة بالرجال في هذا المجتمع المبارك.
بل كانت تعم النساء أيضا، فلما نزلت آية الحجاب شقق نساء الأنصار مروطهن فاختمرن بها، خرجن معتجرات إلى المسجد كالغربان لا يعرفن، وهكذا، لما قال “اجلسوا” وكان الصحابى على باب المسجد فجلس هناك، ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم كل مسلم بكتابة وصية قال ابن عمر ما مرت على ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وعندى وصيتى، ولما زوج معقل بن يسار أخته لرجل من الصحابة فطلقها، ثم ندم فجاء يخطبها بعد انتهاء عدتها، فحلف أن لا يردها إليه غضبا، فلما أنزل الله تحريم العضل، وأن على الأولياء أن يردوا الزوجات إلى أزواجهن، قال سمعا لربي وطاعة، ثم دعاه وقال له أزوجك وأكرمك، ولما قال النبى صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم” لا تسبن أحدا”
قال فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا ولا شاة، ولما نهى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا عن خاتم ذهب في يده فطرحه فقيل له خذه انتفع به، قال لا والله لا آخذه أبدا، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كما قال تعالى ” إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا” فإن هذا الصيام مدرسة نعلم فيه أنفسنا وأولادنا، وتتعلم فيه الأحكام الدقيقة، وتعرف فيه أن الصغير إذا بلغ، والحائض إذا طهرت، والمسافر إذا رجع، والمريض إذا عوفي مكلفون بالأصل، وكان إفطارهم لعذر، فلما زال العذر رجعوا، فتلحظ الفروق الدقيقة في هذا المسائل، يعلمك جمع القلب على العزم وهى النية، وأن تكون في الليل، ويربط لك الحكم بآية واضحة.
وبرهان جلى من خلقه في كونه، فيربط الصيام برؤية الهلال، وهى آية كونية مرئية للمثقف والأمى، ويربط الإفطار بغروب الشمس وغياب القرص، وهى آية كونية واضحة دين الوضوح، الأحكام مربوطة في توقيتات بآياته في كونه في سمائه، خلق هذه الكواكب ليس عبثا خلقها، وفيها منافع فقال تعالى فى سورة البقرة ” يسألونك عن الأهلة فل هى مواقيت للناس والحج” وهكذا يا مسلم تمسك إذا طلع الفجر وهو البياض المنتشر في الأفق وتتعلم السنة فقال تعالى فى سورة البقرة ” وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ” إذن قضية احتياطات قبل الفجر بعشر دقائق لا مكان لها، سنة وفقط، لا زيادات، ولا إضافات في الدين، وهكذا يعلمك كيف تعجل الفطر، وتؤخر السحور لأجل أن تخالف أهل الكتاب، ولا يكون هناك ذريعة في الزيادة في العموم
تربية العبد المكلف على الطاعة