أخبار ومقالات دينية

التفريط في شهر رمضان

جريدة موطني

التفريط في شهر رمضان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

تحرير /منة العبد

ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن هناك أخطاء تتعلق بالإفطار والسحور، وهو أن كثير من الناس يستقبلون بعض الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات كبيرة، دون الاستعداد للفوز بعظيم الثواب في هذا الشهر الكريم، ومن العجب تأخير الإفطار وتعجيل السحور، وهو ما يقع من بعض الصائمين، وهذا فيه تفريط في أجر كثير، لأن السنة فى ذلك أن يعجل إفطاره ويؤخر سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم، وهناك خطأ عظيما يقع فيه كثير من الناس وذلك بترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسيا يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته، وقد قال الشيخ ابن باز “من رأى مسلما يشرب فى نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئا من المفطرات الأخرى.

وجب الإنكار عليه لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذورا في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان” فقد أظلكم شهر عظيم، شهر رمضان جعله الله رحمة للعالمين، فتح فيه أبواب الجنان، وغلق أبواب النيران” وأعان العباد فيه على الصيام بتصفيد مردة الجان، ولله في كل ليلة عتقاء من النار، ففتح الباب الكريم الوهاب، وقال أيها العبد هلم يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر، فهذا الصيام مدرسة عظيمة، فنتعلم منها أمورا كثيرة، فنصوم لله تعالى إخلاصا له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، هذا الدرس العظيم الذى ينبغى أن تنسحب فيه سائر الأعمال على الصيام، فى الإخلاص لله، نتعلم فيه الاستجابة له.

فقال تعالى ” استجيبوا لله وللرسول ” فقد دعانا للصيام وفرضه علينا، وقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ” أى فرض عليكم الصيام وأخبرنا أنا لسنا الوحيدين في هذا الطريق فقد مضت أمم من قبلنا عليه فقال تعالى ” كما كتب على الذين من قبلكم ” وأخبرنا أنه لم يفرضه علينا لكي نجوع ونعطش ونتعذب بترك الشهوات، ونُحرم منها وإنما لأجل التقوى فقال ” لعلكم تتقون” وهذه الاستجابة والانقياد لله تحيي قلوبنا لأنه قال ” إذا دعاكم لما يحييكم ” وهى حياة القلب بها، سواء كنا فى الصيف أو الشتاء نصوم، تعلقنا بهذه الأشياء بشدة أم لا نمسك، نطيع، نحن عبيد مربوبون، وهو القهار ربنا، فوقنا يأمرنا فنطيع، وينهانا فنمسك، ومعنى الصيام فيه شيء عظيم في التعبد بالترك.

فإن العبادات في مجملها على الفعل، فعل أنت تأتى به، فالصلاة فيها قيام، وركوع، وسجود، وأذكار، وتلاوة، وأفعال، والزكاة إعطاء، والحج طواف، وسعى، ورمي، وهكذا، الصيام ترك، تترك فيعلمك كما تعمل لله أن تترك لله، وكثير من الناس يحسن أن يعمل، ولا يحسن أن يترك لأن نفسه تغلبه وشهوته قوية، فعندما يقول له اترك لله طعامك وشرابك وشهوتك، فيعلمه معنى الترك لله كما تعلم العبد معنى الفعل لله، ثم يا مسلم سواء كان صيفا أو شتاء، سواء كان النهار طويلا أو قصيرا، سواء كنت فى نصف الكرة الشمالى أو الجنوبى، فإنك تطيع الله فى جميع الأحوال.

التفريط في شهر رمضان

 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار