***(( حكاية صورة ))***
الحيطة بتتكلم
وليد حسين عمر
يحكى أنه قد ذاع خبر أن الحائط أو الجدار يتكلم فى مصر
وهو حدث مصرى عجيب ورواية وقعت أحداثها فى شهر رجب من سنة ۷۸۱ هـ
وقد ذكر تلك الحادثة شيخ المؤرخين المقريزي في كتابه الشهير ” النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ” ما معناه
وذكر أن إبن الفيشى وكان رجل من عامة الشعب يسكن بالقرب من الجامع الازهر الشريف.. مضت أيامه عادية وفى يوم من الأيام دخل إلى منزله فسمع صوتا من جدار بيته يقول له: “ إتق الله وعاشر زوجتك بالمعروف ”، بحث الرجل عن مصدر الصوت فلم يجده ..
إحتار الرجل فى امره فأخبر أصحابه بما وقع معه وطلب منهم التوجه الى منزله ليسمعوا ماسمع من الكلام فغلب على ظنهم أن هذا من أمر الجان، وأشاعوه فى الناس. فإرتجت القاهرة ومصر . وأقبل الناس من كل جهة إلى بيت إبن الفيشى لسماع كلام الحائط، وصاروا يحادثون الحائط ويحادثهم ، فكثر بين الناس قولهم: “يا سلام سلم، الحائط بيتكلم” وإفتتن الناس به وجلبوا له الكثير من المال والهدايا تبركا به.
وصل خبر الجدار المتكلم إلى محتسب القاهرة ( محمود العجمى) الذى توجه إلى بيت “إبن الفيشى” ليختبر ما يقال: ووقف عند الحائط وحدثه فحادثه، فأمر بهدم الحائط فلما يجد شيئا بل واستمر الجدار فى الكلام على الرغم من هدمه .
قرر المحتسب ومن معه قراءة شئ من القرآن، بجوار الجدار ولكن إستمر الجدار فى الكلام وإشتدت فتنة الناس به
وبعد فترة أصدر المحتسب إبن الفضل أوامره بالقبض على إبن الفيشى وزوجته ومازال يستدرجهما حتى إعترفت المرأة بأنها هى التى كانت تتكلم، وأن الذى دعاها إلى ذلك أن زوجها الذى أساء معاملتها، فإحتالت عليه بهذه الحيلة لتوهمه بأن الجان توصیه بها، فنجحت حيلتها
أصدر حاكم المدينة الحكم بضرب إبن الفيشى وزوجته ستمائة ضربة كما أمر بالتشهير بهما بوضعهما على جملين للسير بهما فى شوارع القاهرة ليسخر منهم القاصى والدانى عقابا لهما .
واذا عرف السبب بطل العجب .
ولكل قصة حكاية وده أصل حكاية ياسلام سلم الحائط بتتكلم