المقالاتشريط الاخبار

الدكروري يكتب عن الكرام البررة

الدكروري يكتب عن الكرام البررة

بقلم / محمـــد الدكــروري

 

لقد خلق الله عز وجل الجن والإنس لعبادته سبحانه وتعالي، كما خلق الملائكة الكرام فمنهم الساجد ومنهم الراكع ومنهم القائم إلي يوم القيامة، وإن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون، ولذا لما جاؤوا ضيفانا على نبى الله إبراهيم عليه السلام في صورة بشر وقدم إليهم الطعام لأنه لم يعرفهم لم يأكلوا منه فقال تعالى فى سورة هود ” فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط” ومن صفاتهم أن لهم قدرة على التشكل بغير أشكالهم فمن ذلك إرسال الله عز وجل أمين الوحى جبريل إلى السيدة مريم عليها السلام في صورة بشر، وكان جبريل يأتي للنبى صلى الله عليه وسلم في صورة رجل يسأل عن أمور الدين كما ورد في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، إلى آخر الحديث، وفيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وأشراط الساعة، ثم قال صلى الله عليه وسلم “هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم” وثبت أن جبريل عليه السلام كان كثيرا ما يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة رجل من الصحابة يسمى دحية الكلبي، وأن الصحابة رأوه على هذه الصورة، وإن الملائكة متفاوتون في المنزلة عند الله كما هم متفاوتون في الخلقة، فأما تفاوتهم في الخلقة، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أكثر من ذلك، وأن جبريل له ستمائة جناح، فهذا تفاوتهم في الخلقة، وأما تفاوتهم في المنزلة، فقد قال الله تعالى عنهم فى سورة الصافات ” وما منا إلا له مقام معلوم”

وأفضل الملائكة هم الذين شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الحديث عن رفاعة بن رافع “أن جبريل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال “ما تعدون مَن شهد بدرا فيكم؟ قلت خيارنا، قال وكذلك من شهد بدرا من الملائكة هم عندنا خيار الملائكة” وأفضلهم جبريل عليه السلام، حيث قال الله تعالى في وصفه “إنه لقول رسول كريم، ذى قوة عند ذى العرش مكين، مطاع ثم أمين” وأما عن صفاتهم الخُلقية، فإن الملائكة موصوفون بالأخلاق الحميدة، والصفات الفاضلة، فمن ذلك أنهم كرام بررة، وأنهم مطهرون، وأنهم يستحيون، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة” وأنهم لا يحبون الأشياء الكريهة، كما ثبت في الحديث “إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم” وأما عن عدد الملائكة.

فإنه لا يعلم عدد الملائكة أحد إلا الله، فقد قال الله تعالى “وما يعلم جنود ربك إلا هو” وقد وردت بعض الأحاديث يتبين من خلالها كثرتهم فقد ثبت في حديث الإسراء أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نبى الله إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور، قال “فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم” وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه، قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، إذ قال لهم “أتسمعون ما أسمع؟ ” قالوا ما نسمع من شيء، قال “إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملَك ساجد أو قائم” ومعنى أطيط، هو صوت الرّحل والإبل من ثقل أحمالها، فالمقصود إذن كثرة الملائكة، حتى إنه يسمع صوت السماء.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار